إلى أعداءِ رسول الله وأنصاره!
محمود المغربي
محارَبةُ رسولِ الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- وإظهارُ العداوة له عبرَ الإساءةِ لمَنْ يحتفِلُ بذكرى مولده الشريف وتشويهُ أعظم ذكرى لن يُضعِفَ أنصارَ الله، ولن تجعلَكم أقوى أمامهم، ولن يتيحَ لكم ذلك الانتصارَ عليهم، بل سوف يزيدُ ذلك من قوةِ الأنصار وتمسك الناس بهم، ومن ضعفِكم وكراهية الناس لكم وغضب الله عليكم.
فكما يعلمُ الجميعُ لرسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- في قلوب كُـلّ أبناء الشعب اليمني من محبةٍ ومكانةٍ عظيمة لا يختلف عليها اثنان.
إنَّ محبِّي رسول الله موجودون في اليمن منذ فجر الإسلام وحتى اليوم، بل وشديدو المحبة والتعلق والارتباط به -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ-.
ولو بحثنا في كُـلّ قرية ومنطقة يمنية لوجدنا زاوية يمدح فيها رسول الله، ويتذكر فيها الناس سيرة وصفات ومحاسن وخصال ومكانة وعظمة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وفي القرون الماضية وحتى دخول الفكر الوهَّـابي إلى اليمن كانت الاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف هي الأعظم والأكبر في اليمن حَيثُ لم يكن لدى اليمنيين مناسبة وطنية أَو دينية أعظم من ذكرى المولد النبوي الشريف، حتى أن ذبح الأنعام في ذكرى المولد النبوي يوازي ما يذبح المسلمين في عيد الأضحى ويتم التوزيع على الفقراء والمحتاجين وغير المحتاجين بحيث لا يبقى أي جائع إلا وشبع إكراماً وتعظيماً لرسول الله ولليوم الذي جاء فيها إلى الحياة وتشرف الكون به، وكان الأغنياء وحتى البسطاء من الناس ينفقون أموالهم على الفقراء والمحتاجين في ذكرى المولد النبوي، ويلبس الأطفال الثياب الجديدة وتوزع لهم الحلوى والأموال لغرس محبة رسول الله في نفوسهم وجعلهم يتفاءلون خيراً بذكر رسول الله، ويتم العفو عن السجناء وأصحاب الديون وتعتق الرقاب في محبة الحبيب محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ-.
وعلى كُـلّ من في قلبه مرض ويعارض الاحتفال بذكرى المولد النبوي مراجعة نفسه، وأن يعلم أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- هو رحمة للعالمين جاء برسالة الإسلام والإيمان، ولم يكن طائفيًّا أَو مذهبيًّا، وليس ملكية خَاصَّة بجماعة أَو فئة من الناس، وألَّا يجعلوا من الخصومة مع الأنصار دافعاً لمحاربة أجمل ما في أهل اليمن وهو محبة رسول الله والارتباط به.