يـمـنٌ مـُخْـضَـرٌّ.. يستعدُّ لاستقبال ذكرى خيرِ البشر
الاعتزاز خالد الحاشدي
عُرِفَ أنَّا يمنُ الحكمة والإيمان، يمنُ السبَّاقين الأنصار، مَن تشبَّعوا بحُبِّ خاتم الرسل وآله الكرام الأطهار، نحن أولو القوة والبأس الشديد، ونحن من دخلوا دينَ الله أفواجًا، وناصَروا الرسالة المحمدية، وآووا النبيَّ وأيّدوه يومَ هاجر من مكةَ إلى المدينة.
وها نحن في هذه الأيّام بكل حُبٍّ وصدقٍ وشوقٍ ووفاءٍ، نستعد لاستقبال ذكرى مولد رسول الله “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ”، ورغم كُـلّ الظروف، إلا أنها لن تثنيَنا عن الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة، سنحييها قولاً وفعلاً بكل إخلاص.
كيف لا وقد قال الله في محكم كتابه: (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْر مِمَّا يَجْمَعُونَ) وكذلك يقول الله سبحانه وتعالى: (وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) أباح الله لنا الابتهاجَ بنعمته، بل هي أوامر وواجبات فرضها الله علينا، كنعمة الله لنا أن أرسل لنا رسوله محمدًا الله “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ” رحمةً للعالمين.
ألا يحق لنا أن نفرح؟
ألا يحق لنا أن نعبِّرَ عن شكرنا وامتناننا لله على نعمته العظيمة؟
إن هذه المناسبة نعزِّزُ في نفوسنا حُبَّ رسول الله، ويتجدَّدُ حُبُّهُ في كُـلّ عام، نحييها وكأنه قد انبعث فينا من جديد، نستلهمُ ذكراه العطرة، نستذكرُ عظمتَه وجِهادَه في وجه الكفر، نتأسى به، نقتدي به، نتعلم منه الصبرَ وقوة الإرادة في الحق والشجاعة.
نعم هو قدوتُنا، إذَا لم نقتدِ به وننهج بنهجه ونتبعه، فبمن سنقتدي، ومن سنتبع؟!
هل نتَّبِعُ قادةَ الغرب الفاسقين؟!
هل نتعلم منهم كيف نقتل الأنفسَ البريئة في فلسطين؟
هل نتعلم كيف نفتتح المراقِصَ وكافيهات الخمور؟!
أهؤلاء من يجب اتِّباعُهم، أم ذلك النبيُّ العظيمُ الذي لا ينطقُ عن الهوى؟!
إذا لم نتمسك به ونعظِّمْه سنهوي في طريق الباطل ونخدُمُ الباطلَ وأهلَه، كما يفعلُ بعضُ العرب الآن في عصرنا.
فكم كذبوا باسم النبي وادّعوا الحب له، حتى فضح اللهُ زيفَهم وبانت عوراتُهم حينما أنشأوا المراقصَ في أرض الله، واتبعوا أهواءَ أمريكا و”إسرائيل”.
وما يحصل في أُمَّـة الإسلام وخُصُوصاً في فلسطين من استباحةٍ للدماء هو نتيجةُ تفريط العرب بإخوانهم، وتجاهُلِهم قضايا الأُمَّــة؛ لأنهم فَضَّلوا اتّباعَ قادة الغرب على اتّباع رسولِ الله الله “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ”.
أما نحن شعب اليمن، ففضَّلنا حُبَّ رسول الله واتبعناه قولاً وفعلاً، وسنحيي ذكراه العظيمةَ؛ امتناناً لله وشكرًا لنِعَمِه، هو عيدُنا الأكبرُ، ولولاه لما عرفنا بقيةَ الأعياد.
سنحتفلُ وعُذراً غزةَ، لكن رسول الله وَجَبَ الاحتفاءُ به.