اليمن.. ومعركةُ الوعي والبصيرة

هاشم أحمد وجيه الدين

في البداية يجب أن نطرح تساؤلاً مهماً وهو، لماذا كُـلّ هذا التحامل الإعلامي والسياسي والاقتصادي على يمن الـ 21 من سبتمبر؟!

نحن ندرك تماماً أن هناك حملة رسمية إعلامية وسياسية واقتصادية ضد اليمن تقودها أمريكا و”إسرائيل” وأعوانهم من الحكومات والأنظمة المتصهينة والمتأمركة، سُخرت لها إمبراطوريات إعلامية ضخمة ورُصدت لها موازنات مهولة وجيشاً من الإعلاميين والخبراء وناشطي مواقع التواصل الاجتماعي تهدف إلى تزييف الوعي العربي والإسلامي والدولي، من خلال التضليل والخداع واختلاق الشائعات بغية التشويه والإساءة لتوجّـهات اليمن وقيادته الحكيمة، بعد فشل حملاتهم العسكرية والأمنية منذ قيام ثورة الــ21 من سبتمبر 2014م وحتى هذه اللحظة.

وبعد فشلهم العسكري والأمني في إفشال وإجهاض هذه الثورة المباركة وتقويض تفوقها العسكري وتحجيم دورها الفاعل والمؤثر تجاه قضايا الأُمَّــة المركزية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وتصاعد تأثير اليمن العزيز فيما يخص الممرات البحرية في باب المندب والبحرين الأحمر والعربي وامتداده إلى المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، لجأت دول الاستكبار والهيمنة وأعوانهم إلى تعزيز حربهم الإعلامية والاقتصادية، في محاولة يائسة لتشويه التوجّـهات الدينية والأخلاقية والإنسانية لليمن العزيز وقيادته المباركة تجاه قضية فلسطين، وما يرتكبه الكيان الصهيوني بدعم أمريكي، من جرائم الإبادة الجماعية والتجويع والحصار لأبناء غزة منذ قرابة العام.

ونحن هنا نؤكّـد للشعوب الحرة أن موقف اليمن العزيز وقيادته القرآنية المباركة وشعبه العظيم بشأن غزة وفلسطين نابعٌ من مسؤوليتنا الدينية والأخلاقية والإنسانية تجاه إخواننا في الدين والعقيدة المستضعفين في فلسطين، كما أننا نؤكّـد تمسكنا بهذا الموقف والسعي إلى توسيعه وتطويره بعون الله وقوته وتوفيقه وتأييده، ونستشعر التقصير تجاههم، ولن نتردّد أَو نتراجع أَو نمل وسنعمل بكل ما نستطيع ليكون أكثر قوة وفاعلية وتأثيراً على العدوّ حتى يتحقّق النصر لإخواننا في المقاومة الفلسطينية.

وما يجب أن يدركه الجميع لا سِـيَّـما أحرار أمتنا الحرة العزيزة الكريمة بأنه لا رهان على الأنظمة العميلة الخانعة، بل الرهان على الشعوب في التحَرّك الجاد والعملي لتتغير واقعهم ليكون فاعلاً تجاه القضية الفلسطينية، استجابة لله والمسؤولية الدينية والأخلاقية والإنسانية تجاه مظلومية إخواننا في الدين والعقيدة والإسلام في قطاع غزة.

إلى متى ستظل هذه الشعوب صامتة ونائمة ومدجنة بفعل حكوماتها؛ كون ذلك لا يعفيها من المسؤولية أمام الله، لذا ندعو شعوب أمتنا الإسلامية الحرة إلى شحذ الهمم والتحَرّك الفاعل والمؤثر قدر المستطاع والضغط على حكوماتها المنبطحة، وتصعيد الغضب الشعبي العارم وتجاوز كُـلّ العقبات والصعاب جهاداً في سبيل الله لنصرة المستضعفين استجابة لله ولرسوله.

كما نحثهم على التحلي بالصبر والوعي والبصيرة وعدم الانسياق وراء حملات الأعداء الإعلامية والتحريضية التي يشنها المتصهينون العرب لتشويه الجبهات المساندة لغزة في إيران واليمن ولبنان والعراق وسوريا، والتصدي لمثل هذه الشائعات في سبيل توجيه مختلف الجهود تجاه العدوّ الحقيقي للأُمَّـة أمريكا و”إسرائيل”، والانتصار للمقاومة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية وكل فلسطين.

ونحن في اليمن وكما يتحدث السيد القائد العلم عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- في خطاباته ومحاضراته أن القوة التي بات بفضل الله يمتلكها اليمن العزيز ستكون جاهزة لنصرة المستضعفين أينما كانوا، ونمتلك الجرأة والشجاعة الكافية لاستخدامها لنصرة إخواننا في أية بقعة في الأرض يتعرضون للظلم والقهر من قبل أعداء الأُمَّــة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com