“وذكِّرهم بأيام الله”
ونيسة أحمد محمد مقبل
لمن يقولون: إن (الاحتفالَ بمولد النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بدعة)، نقول: لقد أجاب الله على سؤالكم في محكم كتابه الكريم منذ أكثر من 1400 عام، حَيثُ قال ذو الجلال والإكرام: “وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ”.
في الحقيقة ميلاد طه -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- هو بداية الحياة لنا كما قال جل في علاه: “كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ”.
تعبير رائع من الحق تعالى، وهو يصف الجاهلية والكفر بالموت وشبه بعثة المصطفى ورسالته بالحياة، أوليس هذا هو يوم الله المنتظر؟
أيها الهمج الرعاع يا من تقولون إن الاحتفال بالمولد بدعة أنتم لا تعرفون شيئاً، بل تكرّرون ما يملى عليكم لو كنتم تفهمون معنى كلامكم ما قلتموه؛ لأَنَّكم تسفهون أنفسكم، أما الذين هم وراء الستار هم يعرفون ما يقولون جيِّدًا ويعرفون هدفهم، هدفهم الوحيد هو محو ذكرنا وذلك لا يكون إلا بالاستهانة برسولنا وسيرته ومولده وحياته، كيف لا وهم يسعون دائماً لإسقاطنا في جهنم التي ضمنوِّهًا لهم وعرفوا أنهم خسروا أنفسهم فقرّروا تضييعنا حسدًا من عند أنفسهم.
ليس عبثًا كرههم له ولأمته؛ فهم أهل الكتاب الذين أنزل الله لهم الكتب من السماء: (التوراة-والإنجيل) عن طريق الرسل والأنبياء الذين منهم أولو العزم -سلام الله عليهم جميعًا- الذين جاءوا كلهم مبشرين بخاتم الأنبياء والمرسلين، النبي الأمي الذي بعث ليوحد الله على يديه الشرائع السماوية في دين واحد وشريعة واحدة، وجمع الكتب السماوية الصحيحة قبل التحريف لتصبح جزءاً من القرآن الكريم الكتاب المحفوظ، وأهل الكتاب كانوا منتظرين له بفارغ الصبر، وكان اليهود يخافون أن يكون هذا النبي من المسيحيين بينما كان يخاف المسيحيون من أن يكون النبي من اليهود، كلّ منهم يرتقب الآخر، وفجأة أرسل الله الرحمة الإلهية من قلب البلد الأمين رسولًا عربيًّا وَكتابه الذي أنزله الله بلسان عربي فصيح، وأرسله الله ليتم نوره ولو كره الكافرون.
رسالةُ الإسلام معجزةُ الله الخالدة التي قلبت الموازين وجعلت العرب أفضلَ الأمم بل الأُمَّــة الخالدة التي اختارها الله لتجسد خلافة الله على الأرض، ويا للأسف أن هناك أناساً لا يعرفون قدرهم وقدر نبيهم ويظلون يهتفون بالكلام الذي يحفظونه من أعدائهم.