ذكرى ميلاد خاتم المرسلين وإمام المجاهدين
ق. حسين محمد المهدي
لقد خلق الله عبده ورسوله محمداً “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ” في أتم خَلق وخُلق في اعتدال الفطرة، وسلامة الذوق، ورقة الشعور، والبعد عن الإفراط والتفريط.
كان أجود الناس صدراً، وأصدق الناس لهجة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشيرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه، يقول ناعته: لم أرَ قبله ولا بعده مثله، وسع الناس بَسطُهُ وخُلُقه، يَخزِنُ لسانه إلا فيما يعنيه، ويؤلفهم ولا ينفرهم، ويكرم كريم كُـلّ قوم ويوليه عليهم، ويحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوي على أحد منهم بُشره ولا خلقه.
وصفه علي بن أبي طالب -عليه السلام- وهو من أعرف الناس به، وأكثرهم عشرة له، وأقدرهم على الوصف والبيان، فقال: لم يكن رسول الله الأعظم “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ” فاحشاً متفحشاً، ولا صَخَّاباً في الأسواق، ولا يجزي السيئة بالسيئة، ما ضرب شيئاً بيده قط إلا أن يجاهد في سبيل الله، ولا ضرب خادماً ولا امرأة، وما رأيته منتصراً من مظلمة ظلمها قط ما لم يُنْتَهَكُ من محارم الله تعالى شيئًا، فإذا انتهك من محارم الله كان من أشدهم غضباً، وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما.
وقد قلنا في مناسبة ذكرى مولد النبي الكريم:
هلال ربيع غدا مرتقَب
يذكّر بمولد خير العرب
خِتَام النبيين مسك الختام
وخير البرايا رفيع الرتب
مزيل الضلالة طه الأمين
من الوحي نور سناه غلب
ومن كان مولده نعمة
وفضل من الله خيرًا وهب
محمد نبي الهدى والتقى
كريم السجايا وصقر العرب
وقد كان عيسى النبي الحكيم
يبشر بالهادي النبي المرتقب
يبشر بالنور نور الهدى
أمير البيان وماحي الريب
ومن كان بعثته رحمة
لكل البرايا بكل الحقب
وتصديقه الأنبياء الصادقين
علامة صدق تزيل الوذب
فنصرته نصر للمؤمنين
وللجن، إذ سمعوا بالعجب
كتاب من الله هدي عظيم
وفضل من الله ربي وهب
فرحمته وسعت كُـلّ شيء
يفوز بها من بحبه أحب
نبيًّا كريمًا رؤفًا رحيمًا
بشيرًا نذيرًا نصره قد وجب
به فتح الله أبوابه
وخص برحمته من كتب
لإيمانهم بالإله العظيم
وتصديقهم لنبي العرب
فصلواتُ الله وسلامُه على هذا النبي الذي يقول: “ما من مؤمن إلا وأنا أولى به في الدنيا والآخرة اقرؤا إن شئتم (النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ)”.
فهل آن للمؤمنين الأخذ بهديه، والتأسي به، والاستجابة لله ورسوله، وإعلان الجهاد لتحرير أرض فلسطين اقتدَاء بهدي النبي العظيم، كما فعل قائد المسيرة القرآنية والسيرة الإيمانية السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي “حفظه الله” وأنصار الله من أبناء اليمن الميمون يمن الإيمان والحكمة الذين ينازلون عدو الله وعدوهم في البر والبحر، والذين تأسوا برسول الله محمد “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ” في رفع راية الجهاد، وقمع أهل البغي والعناد الصهيونية اليهودية فقد أكثرت في الأرض الفساد، (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).