ذكرى المولد النبوي والواقعُ الإسلامي

محمد صالح حاتم

مع ذكرى مولد النبي محمد “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ”، تغير حال البشرية، والكون أجمع، وتغيرت المفاهيم، وتبدل حال العرب، من بدو رُحَّلٍ، يعبدون الأصنام والأوثان إلى حكام لأعظم دولة، والتي أسسها الرسول محمد “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ” في المدينة المنورة.

اليوم بعد مرور أكثر من 14 قرنًا.. علينا أن نعيد التفكير في الوضع الذي وصلت إليه الأُمَّــة العربية والإسلامية، من ذل وهوان وخضوع للأعداء.. ما هو السبب الذي أوصل حال الأُمَّــة الإسلامية إلى ما هي عليه اليوم؟

عندما نأتي إلى حياة الرسول محمد “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ” وسيرته، ومبادئه، وسياسته، ونهجه الذي انتهجه، وسار عليه، وكيف أسس دولته، وما هي مواردها، ومصادر قوتها، فالسواد الأعظم من أبناء الأُمَّــة الإسلامية لا يعرفون عنها أي شيء، لم يقرأوها، ولم يبحثوا عنها.

لماذا تم تغييب حياة وسيرة الرسول عن أبنائنا وقد أكون واحدًا منهم؟!

لماذا أبعدونا عن التأسي بالرسول، والاقتدَاء به في كُـلّ شؤون حياتنا؟!

بينما الغرب يدونون ويدرسون حياة من يسمونهم فلاسفتهم، وزعمائهم، وقادتهم، ولا يزالون يعتمدون على نظرياتهم، ويفرضونها علينا، ويدرسونها في مدارسنا وجامعاتنا.

أهملنا -نحن العربَ والمسلمين- كتاب الله ودستورنا وهو القرآن الكريم، وابتعدنا عن تعاليم ديننا، ولم نهتم بحياة وتاريخ نبينا محمد واتبعنا ما جاءنا به الغرب من قوانين ونظريات.

فكل الأسئلة والاستفسارات السابقة ستجيب عليه، الحملة الشرسة التي يشنها من ينكرون علينا إحياء مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، وتعظيمها، والاهتمام بها، عن غيرها من المناسبات الدينية والوطنية.

إن ذكرى المولد النبوي الشريف هي مناسبة عظيمة لأنها تعنى بمولد خير البشر، وأعظم قائد عرفه التاريخ، هذه المناسبة والتي تفرد بإحيائها الشعب اليمني عن غيره من الشعوب الإسلامية، تعد مناسبة عظيمة، وفرصة حقيقة لنا لإعادة تصحيح السيرة النبوية، وتعليمها للأبناء، وترسيخها في عقولهم، وزرع الهوية الإيمانية الصافية النقية من كُـلّ الشوائب، والدخائل على ديننا الإسلامي.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com