صُنَّاعُ المحتوى والمتابِعُ في ذكرى المولد النبوي الشريف
محمد الموشكي
معروف عند الجميع أن اللوبي الصهيوني هو من يقود أغلب المنصات والشبكات الإعلامية وكذلك المنصات والشبكات الاجتماعية، ومعروف أن اللوبي هو من يقود سياسة صنع المحتويات الإعلامية في هذه المنصات وهذه الشبكات.
ومعروف كذلك أن أغلب من يصنعون المحتويات الإعلامية الترفيهية والرياضية والساذجة والتافهة والناعمة والتضليلية، وَالمحتويات السياسية المخادعة والمحطمة والمهبطة، يسيّرهم اللوبي الصهيوني بسياسة ذكية جِـدًّا، يهدف من خلالها اللوبي إلى غزو العقول وأفكار الناس وعقائدهم ومعتقداتهم لغرض الانتصار في المعركة والحرب التي يقودها اليهود ضد الإسلام والمسلمين، وضد حتى النصارى والفطرة البشرية للعالم أجمع.
وللأسف الشديد، استطاع اللوبي الصهيوني أن يحقّق انتصاراً كَبيراً في هذه المعركة الخبيثة التي تستهدف كما قلنا النفوس وتستهدف الأذهان وتستهدف المشاعر والأحاسيس، وكذا تسحر وتظلل العيون والقلوب.
شاهدنا جميعاً التفاعل الكبير جِـدًّا من قبل المتابعين والمشاهدين الذين يُعتبرون المستهدفين الأوائل من قبل جنود وأهداف هذه المعركة الخبيثة.
شاهدناهم ومن كُـلّ أنحاء العالم يتفاعلون ويروجون ويشاركون أي محتوى تافه وساذج وخادع ومتوه، والتي قد تكون أغلبها بعيدة عن السياسة التقليدية، ولكنها مدججة بأفكار وثقافات تدميرية لكل من يشاهدها.
وكذلك شاهدنا جميعاً الميل والاندفاع الكبير جِـدًّا من كُـلّ أنحاء العالم، من مسلمين أكانوا أَو مسيحيين، ومن ملحدين كانوا أَو هندوسًا.
شاهدنا الصغير والكبير من المتابعين ومن المبتدئين والناشئين في مجال صناعة المحتويات يميلون وباندفاع كبير لكل ما يصنعه الأعداء، لكل ما يصنعه اللوبي من المحتويات الإعلامية، التي تروج لمشاريع خبيثة من الأعياد السنوية التي يعتبرونها محطات لتجديد الفساد والإفساد والاحتفالات الموسمية، بجميع أنواعها ترفيهية أَو رياضية أَو فنية، وحتى في بعض الأحيان الميل للبرامج الساقطة التي تستهدف البعض منها بشكل مباشر الفطرة البشرية.
الجميع يتفاعل والجميع يشارك، الجميع يميل ويحب ويرغب، حتى الفقراء منهم في المناطق الريفية والمناطق النائية يتفاعلون وبكل قوة مع هذه المهرجانات وهذه الاحتفالات وهذه المناسبات التي كان للمحتويات المصنوعة الدور الأبرز في إشهارها، كمثل إقامة كأس العالم لكرة القدم الذي يُعلن ويُذكر ويُطبّل لإقامته ومتابعة مجرياته في كُـلّ مكان، وكذلك احتفالات عيد رأس السنة الميلادية، والتي فيها يتحمر ويحمر الكبير والصغير، وكذلك أعياد الحب وغيرها من الاحتفالات والمهرجانات والمناسبات والأعياد المصنوعة من قبل اللوبي اليهودي!
لتأتي من بعدها أية مناسبة دينية أَو أية مناسبة وطنية كبيرة تحث على الحفاظ على الهُــوِيَّة الوطنية أَو أية مناسبة ثقافية هادفة، أَو أي احتفال، كمثل الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف عندنا نحن المسلمين، ليكون في ظل هذا الاستهداف الكبير إحياءً واحتفالاً ميتًا إعلاميًّا وشعبيًّا، والسبب هو القبول بكل ما صنعه الأعداء، وقلة الوعي وكذلك عدم وجود البديل من صناع المحتويات الإعلامية التي تحيي وتذكر الجميع بشكل جذاب بهذه المناسبات العظيمة المقدسة، التي أُهملَت ونسيت وطُمست بل وحوربت وبدعت وكفّرت من قبل الإعلام اللوبي والمنافقين والمستهبلين، والذي قد أكون أنا وأنت أحد جنود هذا الإعلام الغازي بدون أن نشعر.
وهنا، ومن هنا، وجب على الجميع وبالخصوص صناع المحتويات الإعلامية بجميع أنواعها ومن كُـلّ أبناء الأُمَّــة الإسلامية، أن يعمل الجميع وبالخصوص حاملي الثقافة القرآنية وبشكل حثيث جِـدًّا لمواجهة استهداف اللوبي لديننا وإسلامنا وعاداتنا ومقدساتنا ولهُــوِيَّتنا ولثقافتنا الإسلامية الحميدة، بل وحتى لفطرتنا البشرية.
نعم، ونحن في الذكرى السنوية للمولد النبوي الشريف “على صاحبه وآله أفضل الصلاة والسلام” يتوجب على كُـلّ صناع المحتوى التفاعُلُ وبشكل كبير جِـدًّا مع هذه المناسبة العظيمة والغالية على قلوب المسلمين الصادقين في إسلامهم وحبهم لرسولهم الأعظم “صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ”، من خلال صناعة المحتويات التي تجسد حب المسلمين لرسولهم الأعظم بشتى أنواعها، لتكن لوحة إعلامية عظيمة وفريدة ينبهر بها الكبير والصغير في شتى أنحاء العالم.
وكذلك يجب على جميع المتابعين والمشاهدين تقييمَ كُـلّ صناع المحتوى الإعلامي لتشجيع ومتابعة كُـلّ من سيتفاعل مع هذه المناسبة العظيمة، ولمحاربة وحظر وانتقاد أَيٍّ من صناع المحتوى الإعلامي الذي قد لا يتفاعل مع هذه المناسبة العظيمة؛ لأَنَّه وَمن خلال إسقاطه وتجاهله لهذه المناسبة العظيمة يدل ويثبت للجميع بأنه جندي مجند يقوده اللوبي الصهيوني بشكل مباشر أَو غير مباشر.
فمن يُساوم في رسول الله وفي حب رسول الله وكذلك في قضايا الأُمَّــة المركزية مقابل حفنة من الدولارات، لا يجب أن نكون له من المشاهدين والمعجبين.