الاتفاق الاستراتيجي اليمني..
محمد قاضي
بعد طول انتظار أستقبل الشعب اليمني الصامد بفرحة غامرة الانتصار السياسي العظيم المتمثل بالإعلان عن الاتفاق السياسي اليمني بين المكونات الوطنية المناهضة للعدوان السعودي الامريكي، القاضي بتشكيل مجلس سياسي أعلى لإدارة شؤون البلد، والذي جاء تلبيتا لمطالب شعبية ملحة واسعة منذ اندلاع العدوان على شعبنا.
يعتبر هذا الاتفاق ارضية سياسية جديدة مستندا الى دستور الجمهورية اليمنية النافذ والذي تستظل تحته كل اطياف العمل السياسي اليمني، ويستوعب الجميع دون استثناء بما في ذلك مرتزقة الرياض ان أرادوا ذلك، وسيكون منطلقا لأي اتفاق او تسوية سياسية قادمة ترعاها اي جهة، لان وجود هذه الارضية التي يضعها اليمنيين أنفسهم والتي تتناسب مع الوضع اليمني، تعتبر اساس التوصل الى اي حل سياسي شامل وهو الأمر الذي كان ينقص كل المشاورات والاتفاقيات السابقة التي باءت بالفشل.
هستيريا العدوان ومرتزقته من هذا الاتفاق وقلق قوى الاستكبار العالمي بقيادة الشيطان الأكبر ‘أمريكا’ دليل صارخ باننا في المسار الصحيح، وان الصراخ والعويل تعبير عن الوجع والالم الذي لحق بهم ونسف بمشاريعهم في اليمن وليس نسف المشاورات كما يدعون ، الى حد افقدهم التوازن في كيفية التعامل مع الامر، وهذا ما بدا واضحا من خلال التصريحات المتضاربة والمتناقضة ما بين المرتزقة من جهة وبين المرتزقة واسيادهم من جهة اخرى.
لذلك من يقول بان توقيت الاعلان عن الاتفاق السياسي اليمني كان متأخرا فهو مخطئ، بل جاء في وقته المناسب المواكب للأحداث العظيمة في الميدان وبعد قطع شوط طويل في تقارب وجهات النظر بعد جدل واخذ ورد في مفاوضات ولقاءات مكثفة ابتداء بمشاورات مسقط وجنيف مرورا بلقاءات ظهران الجنوب وانتهاء بمفاوضات الكويت، لكن الفارق بان الطرف الاخر هو من ماطل كعادته لانه لا يريد التوصل لحل ابدا، لان مهما بلغ مستوى التسوية السياسية ليست في صالحه، سيما وان من شأنها وقف العدوان ورفع الحصار، فتمييع المفاوضات هو الوضع المناسب الذي يريده العدو ومرتزقته من اجل كسب الوقت لصالحهم.
فجاء الاتفاق قطع الطريق امام رغبة تحالف العدوان الجامحة بإدخالنا في مارثون طويل من المفاوضات العقيمة حتى تضيع قضية ومظلمة وتضحيات الشعب اليمني في أروقه الامم المتحدة وهيئات المجتمع الدولي، الى حد انهم اشترطوا العودة بالمشاورات لنقطة الصفر، لكن بعد الاتفاق شحذوا الههم وتكثفت الجهود و اللقاءات وتقدم ولد الشيخ بتصور جديد للحل الشامل للشأن اليمني، ومع ذلك مازال يعتقد مرتزقة الرياض واسيادهم بان الحل او نصفه يكمن بأيديهم، في حين انهم يعلمون اكثر من غيرهم بانهم لا يملكون حتى قرار مواصلة المفاوضات من وقفها، فكيف يفاوضون باسم الشعب اليمني؟ لا اعلم! ! بالإضافة لعدم امتلاكهم ابسط الضمانات الكافية التي تأهلكم للوقوف امام الوفد الوطني ند لند من حيث المبدأ؟ لا توجد!!
ختاما..ينبغي ان يتكلل هذا الانتصار البهيج بالخروج الشعبي المشرف ولنجعل من يوم خروجنا عرسا ديمقراطي تأييدا لهذه الخطوة الجبارة، وهي بالمناسبة ستكون رسالة مدوية من الشعب اليمني نوجهها للمجتمع الدولي فحواها بان قيادتنا في صنعاء من تعبر عن آمالنا وتطلعاتنا فهم جزء منا ونحن جزء لا يتجزأ منهم وليس لنا قياده غيرها، واننا ثابتون وصامدون في مواجهة العدوان البربري الغاشم، ومستعدون لتحمل ما هو اشد واعظم، فاليمن عصية اسقطت كل الامبراطوريات التي غزتها حتى اشتهرت عبر الازمان بمقبره الغزاة لكنكم تتغافلون عن ذلك، وفق الله الجميع لما فيه خير وصلاح الشعب اليمني المكلوم والعاقبة للمتقيين ولا عدوان الا على الظالمين.