إحياء ذكرى المولد النبوي محطة تربوية للنفوس
سُكينة يحيى المتوكل
أشرق ربيــعُ النبوة زاهيًا مباركًا، وأشرق النور المحمدي من جديد، وشعبنا يجدد حبه، وانتماءَه، وتمسكه بالرسول والرسالة، يجسدهُ عاماً بعد عام بكل شوق، ولهفة بكل رغبة، ووفاء نستقبل ذكرى مولد رسول الله صلوات الله عليه وآله نحتفل ابتهاجًا، وفرحًا وكأنه بُعِث فينا من جديد.
فنحن عندما نحيي هذه المناسبة العظيمة نبدد الضلال بكل أنواعه والفساد بكُـلّ جوانبه، ففي مولده إنقاذ للأُمَّـة من هذا الضلال بكله قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّـة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}
فبرسول الله، وما جاء به من منهج الهدى، والنور، والبصيرة، نستنيرُ بنور القرآن، والإيمان لنصبح خير أُمَّـة نستطيع مواجهة أعدائنا أعداء الأُمَّــة الإسلامية بأكملها اليهود والنصارى، وعلى رأسهم أمريكا، وإسرائيل، وبريطانيا وأذنابهم.
أيضا عندما نحيي هذه المناسبة فنحن نعظّم رسول الله، ونؤيده، ونتسمك بالمنهج الذي جاء به من عند الله، ونعظّم شعائر الله.
قال تعالى: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئك هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
فهذا الاحتفال هو تقديرٌ للنعمة الإلهية التي بها يسود الأمان وتنال الأُمَّــة عزتها، ورفتها، وقوتها، وتتخلص من هيمنة أعدائها أعداء الله أعداء رسوله أعداء أعلام الهدى اليهود، والنصارى فأعلام الهدى هم امتداد لرسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين “صلوات الله عليه وآله”، الذي على رأسهم الإمام علي “عليه السلام”، ومن بعده ذريته الذين اصطفاهم الله.
نحيي مولده “عليه الصلاة والسلام” اقتدَاء، واهتداء وتعظيمًا، وَتوقيرًا، وحبًّا، وولاءً، وتعزيزًا للهُوية الإيمانية، وشعبنا شعب الإيمان والحكمة، مَن قال عنهم الرسول “صلى الله عليه وآله وسلم”: “إني لأجد نَفَسَ الرحمن من اليمن”.
نحن عند خروجنا لإحياء هذه المناسبة نجسد موقفًا؛ لأنه من لا موقف له لا دين له، كذلك خروجنا في الساحات رجالًا، ونساءً، كباراً وصغارً نجسد قول الله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّـة يَدْعُونَ إلى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْـمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْـمُنْكَرِ وَأُولئك هُمُ الْـمُفْلِحُونَ}.
ونؤدي رسالة لأعداء الله الذين حاولوا إبعادنا عن الرسول، وعن القرآن الكريم الذين أساءوا إليه، وأحرقوه، والذين حاولوا إبعادنا عن تعاليم القرآن الكريم، ومنهجه القيّم؛ الذي يأمرنا بالبراءة من المشركين، وإظهار العداء لهم، وكذلك مواجهتــهم فنقول لهم في تلك الرسالة: إننا أُمَّـة محمد أُمَّـة قوية متمسكة بالقرآن الكريم، والنبي محمد بأخلاقه، ومبادئه، وشعاراته، ومتمسكين بمبدأ ولايته، وولاية أمير المؤمنين عليه السلام من اقتلع باب خيبر، وهزم اليهود فنحن نتحرك بحركة القرآن، وحركة الرسول والإمام علي؛ فلن يُهزم اليهود إلا عندما تتوحد الأُمَّــة تحت ولاية أهل البيت، وأعلام الهدى “عليهم السلام” فلن تصلح هذه الأُمَّــة إلا بما صلح بهِ أولها.
سنحتفل رغم كُـلّ الظروف التي نحن فيها فرسول الله أحب إلينا حتى من أنفسنا، وفي خروجنا المهيب نصرةً لرسول الله ونصرةً لمسراه “القدس الشريف”، واستبشارًا دائماً أن ما بعد المولد إلا انتصارات عظيمة، وفتوحات، وبإذن الله ماق بل المولد ليس كما بعدهُ، والعاقبـة للمتقيـن.