قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا
فاطمة عبدالإله الشامي
في يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول، اليوم الذي وُلد فيه بدر الدجى ومُخرج الناس من الظلمات إلى النور، ذلك الرسول الأكرم محمدُ بن عَبدِالله “صلوات الله عليه وعلى آله وسلم”، الذي كان رحمةً من الله لنا ونوراً يضيء دياجير ظلامنا، رسولنا الكريم الذي حارب لأجل هذه الأُمَّــة؛ لكي لا يطغى الفساد عليها؛ ولكي لا يستمر حكم الجاهلية الأولى، رسولنا الذي يجب علينا كأمة إسلامية أن نواصل رسالته القرآنية وأن نحتفل بيوم ميلاده العظيم، مبتعدين عن أُولئك الذين يقولون إن الاحتفال بمولده “عليه وعلى آله الصلاة والسلام”، بدعة وابتداع، وكيف لنا أن لا نفرح بيوم مجيئه “صلوات الله عليه وعلى آله وسلم”؟ وبمن نفرح إذَا لم نفرح به! ونفتخر بسيرته العطِرة، هذا من جانب أما الجانب الآخر هو أن احتفائنا بهذه الذكرى يرعب أعداء الله ويؤرق مضجعهم ويريهم تمسكنا برسول الله ويريهم أَيْـضاً الحشود الكثيرة التي تحتشد في كُـلّ الساحات يوم مولده، ليجعل هذا الشعب العالم بأكمله يرون ارتباطنا الوثيق به “عليه وآله الصلاة والسلام”، ويجعلون العالم يعلم أنه ما غاب من رسول الله إلا شخصه الكريم.
وهذا العام سيكون مختلفاً جِـدًّا عن باقي الأعوام السابقة؛ إذ يتزامن المولد النبوي الشريف مع أحداث غزة وما يجري بها من حرب وانتهاكات؛ حَيثُ سيُري الشعب اليمني رسول الله أنهم وقفوا بجانب المظلومين في غزة وساندوهم ووقفوا بجانبهم ولم يتركوهم، كما كان يفعل صلوات الله عليه وآله، مع المظلومين والمضطهدين؛ إذ كان يقف بجانبهم وينصرهم حتى ينتصروا، وسيكون احتفائنا هذا العام عظيماً بإذن الله اتّباعاً لقوله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا) وسنقهر أعداء الله الذين يحاولون كسر شوكتنا وإبعادنا عن الرسول صلوات الله عليه وآله وسلم، بترّاهاتهم وخزعبلاتهم وأساليبهم الماكرة التي تحاول طمس السيرة النبوية، ومحاولاتهم الفاشلة في إدخَال الثقافة المغلوطة والمنهج الوهَّـابي الذي يحاول إبعاد الأُمَّــة عن نبيها وجعلها تندثر، لكن هيهات، هذه الأُمَّــة أوعى من أن تتأثر، وهيهات لأمة الإسلام أن تنسى رسولها الكريم، عدا المتأسلمين من هذه الأُمَّــة من سمحوا لأعداء الله أن يدنسوا مقدساتنا الإسلامية وصمتوا عن كُـلّ الانتهاكات التي يقوم بها الغرب لكي يستهزئوا ويهينوا أمتنا بشتّى الطرق، لكنهم فشلوا وخسئوا، وسيرى هذا العالم يوم الثاني عشر من ربيع قوة هذا الشعب وسيسجل في ذاكرتهم هذا المولد وما سيليه من مفاجآت القيادة الحكيمة والشعب الواعي بإذن الله.