المولدُ النبوي الشريف وتجديدُ الولاء للرسول الأعظم
محمد الضوراني
عندما نحتفل في كُـلّ عام بمولد الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- ليس لمُجَـرّد احتفال واستعراض بل هو إعلان متجدد ومُستمرّ بالولاء للرسول الأعظم محمد -صلوات الله عليه وعلى آله- من أرسله الله رحمة للعالمين في زمن ساد فيه الشرك والضلال والبعد عن الله “عز وجل”، في حالة من الضياع الفكري والعقائدي والأخلاقي؛ فكان الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- هو المنقذ للبشرية والمخلص لها وهو خاتم الأنبياء والمرسلين، وعندما نحتفل بهذا المولد المبارك للنبي الخاتم نحن نعلِنُ ولاءَنا لله “عز وجل”، ويمتد هذا الولاء للرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- وهو ارتباط ديني متجدد في القلوب والنفوس، وهو ثبات على الموقف في زمن سيطر أعداء الإسلام على الكثير والكثير فأصبحوا أولياء لهم، يتحَرّكون معهم وينفذون مشاريعهم في استهداف الأُمَّــة وفي استهداف أعلام الأُمَّــة وعلى رأسها الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- من يجب علينا أن نعظمه بعظمة الرسالة التي حملها للبشرية كلها، وعندما نعظم الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- فنحن نعظم الله ونرتبط بالله “عز وجل”.
إننا في هذه الأيّام قادمون على مناسبة عظيمة وهي ذكرى المولد النبوي الشريف والذي يريد أعداء الله والمنافقون إبعادنا عنها وهي من أعظم المناسبات في تاريخ الأُمَّــة والبشرية بكلها؛ لولادة منقذ البشرية وهاديها والذي نقل البشرية من مرحلة الضلال المستشري لمرحلة الهداية والصلاح وفق توجيهات الله العجيب والعجب عندما نجد من أبناء هذه الأُمَّــة من يغتاظ عندما تحتفل الأُمَّــة بهذا المولد المبارك في حالة من الحقد لم يشهد له التاريخ مثيلاً!
نقول لأمثال هؤلاء: أليس الواجب عليكم أن تقدسوا هذه المناسبة إذَا كنتم مؤمنين ومسلمين حقاً؟ وهذا المستوى من الانحطاط والخبث الذي وصلتم إليه هو نتيجة للضلال والثقافة المغلوطة والسيطرة الغربية على الكثير من الأنظمة في هذه الأُمَّــة المستهدفة من أعدائها.
إن اليهود والكفار يعلمون أن ارتباط الأُمَّــة بالرسول الأعظم سوف يؤثر عليهم، ولا بُـدَّ أن يفصلوا هذه الأُمَّــة عن نبيهم وعن قائدهم وأن يكون الدين الإسلامي مُجَـرّداً من كُـلّ عوامل القوة وتمكّنوا من ذلك وسيطروا على الكثير من أبناء هذه الأُمَّــة وجعلوا منهم مُجَـرّد أدوات رخيصة يقودونهم كيفما يشاءون لخدمتهم وَلتنفيذ مشروعهم القذر.
عندما نحتفل بمولد الرسول الأعظم نحصن أنفسنا من كُـلّ عوامل الاستهداف من قبل الأعداء ونفشل كُـلّ مخطّطاتهم ونوقف استمرارها جيلاً بعد جيل، هو من خلال الارتباط بالمنطلق الإيماني بالقول والعمل؛ فالرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- مدرسة من الإيمان ومدرسة من الرحمة للبشرية كلها، وهو الحصن الحصين للأُمَّـة وهو الرابط الإيمان الحقيقي بالله وَبمنهج الله وهو طريق السلامة الأبدية للأُمَّـة كلها ومولده المبارك يمثل انتقالة حقيقية للبشرية بكلها نحو الصلاح والفلاح والاستقامة وثمرتها الخير في الدنيا والآخرة.