سِرُّ العلاقة بين ذكرى المولد وزمن وصول الصاروخ الفرط صوتي وثورة 21 سبتمبر؟
منصور البكالي
فرط صوتي صباح يوم ذكرى المولد النبوي 1446هـ يضرِبُ عمقَ الكيان الصهيوني؛ نصرةً لغزة، على مسافة 2040 كم، خلال 11 دقيقة.
هذا ليس عنوانَ خبر عابر ضربته قوة عسكرية عظمى في المنطقة، بل هو متغير متمرد ثائر عنيف ولد من رحم مشروع على رأسه قيادة وخلفه شعب عظيم مخلص، ويوم من أَيَّـام الله، غير المعادلات وقضى على أرث قديم استطاع الأعداء صناعته على الأرض اليمنية، حتى كاد أن يقال عنه إنه من المسلَّمات التي لا بد منها، كما هو حال الغالبية العظمى لبقية شعوب المنطقة اليوم، أمام أنظمتها العميلة.
هذه الضربة المباركة في هذا اليوم المبارك ما كان لها أن تكونَ لولا ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر الفتية، كما هي كُـلّ المواقف والمتغيرات والمعادلات العسكرية والسياسية المتنامية بشكل مطرد، وعلى كامل المستويات الداخلية والخارجية وبناء الدولة ومؤسّساتها، وتنمية ارتباط الشعب اليمني بمضامين الرسالة السماوية ورسولها محمد “صلوات الله عليه وعلى آله وسلم”.
وأمام هذه الانتصارات العظيمة هناك من يسأل: “ماذا لو لم يكن هناك يوم 21 سبتمبر في تأريخ اليمن؟ هل كان له أن يرفع رأسه بموقفه المساند للشعب الفلسطيني؟ وهل كان له أن يغرق السفن والبارجات ويضرب الفرقاطات والمدمّـرات الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية ومن لف لفيفهم؟
ماذا لو لم يكن هذا اليوم في قاموس الشعب اليمني؟ هل كان له أن يخرج في ذكرى المولد النبوي الشريف كما خرج منذ العام 2014م، ولما لحقها إلى يومنا هذا؟
الحضور الشعبي الغير مسبوق بما فيه من روحية الجهاد والاستشهاد والإصرار على الوقوف مع غزة والاستمرار في مساندتها هل كان له أن يكون اليوم في ميدان السبعين لولا هذه الثورة المباركة وقيادتها الربانية وشعبها الثائر الحر الأبي؟
كل ما نحن فيه اليوم من نعم الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية والمواقف المشرفة والقوة العسكرية والولاء لأولياء الله والعداء لأعداء الله ما كان له أن يكون لولا المشروع القرآني الذي ولد من رحمه يوم 21 سبتمبر.
في هذه النقطة كم ستحتاج شعوب الأُمَّــة لأن تصل إلى تحقيق مثل هذا اليوم؟ وماذا عليها أن تبدأ للانطلاق نحو ذلك؟ وهل مكتسبات ثورة 21 سبتمبر محصورة على الشعب اليمني فقط؟ أم أنها مسخّرة لنصرة كُـلّ المستضعفين في هذا العالم، وحماية المجتمع البشري في كُـلّ القارات؟
من يتأمل في تزامن المناسبة الشريفة، والضرب للعدو الصهيوني، وقرب الذكرى الحادية عشرة، والوقت المستغرق لوصول الصاروخ فرط صوتي إلى عمق الكيان يلمس إعجازا ربانيا في علم الأرقام ودلالاتها، وكأنها تقول: إن الارتباط الوثيق للشعب اليمني بالله وكتابه ورسول الله محمد “صلوات الله عليه وعلى آله وسلم”، الذي يحيي ذكره، ويفرح بيوم مولده، ويستقبله منذ أَيَّـام وأيما استقبال وتحضير لم يشهد له العالم مثيلاً، وبحضور لم يسبق له حضور فوق الكوكب، هو من أوصل هذه الشعب لتحقيق ثورة 21 سبتمبر، وأن 11 دقيقة لهذا الصاروخ، هي الذكرى الحادية عشرة لهذه الثورة التي لا حدود لها ولا سقف لها، بل هي تستند لرسالة سماوية بمهام عالمية، تفوق كُـلّ الخطوط السياسية والحدود الجغرافية والتوقعات التحليلية، كما هو حال ضرباتها المسددة والمؤلمة للعدو خارج كُـلّ الحسابات.
11 عامًا على ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر صنعت كُـلّ هذه التحولات رغم عدوان وحصار، يضم بين أجنحته عشرات الدول بقيادة السعوديّة وأمريكا، فما الذي ستصنعه ثورة 21 سبتمبر في الأعوام القادمة؟ وماذا لو لم يكن العدوان عليها؟ وكيف ينظر إليها الأعداء؟ وكيف سيكون حالهم بعد 11 عاماً قادمة؟ وما هي المسؤولياتُ المترتبة على قيادتها وشعبها اليوم أمام العالم والمجتمع البشري كلل؛ كونها ثمرةً من ثمار الرسالة الإلهية التي يحيي لواءها ويعيد تقديمها للعالم الرحمة المهداة للعالمين السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي، الذي ذاع صيته بين المشرقين والمغربين منذ بدء العدوان الأمريكي الإسرائيلي على غزة.
وهل يعي العالم أن ما يجري في اليمن ليس مُجَـرّد ثورة بل صحوة أعادت للرسالة السماوية حيويتها وزخمها وحضورها، ومقدرتها على البطش بالباطل وإزهاقه من نفوس وواقع الشعوب، وهي الرسالة التي بعث بها رسول الله “صلوات الله عليه وعلى آله”، إلى العالمين، قبل 14 قرناً، ويقودها اليوم حفيده، السيد العلم وقرين القرآن عبدالملك بدرالدين الحوثي “يحفظه الله”.