صفعةٌ مدويةٌ لغطرسة الاحتلال في فجر الميلاد
براق المنبهي
في ذكرى المولد النبوي الشريف، أطل فجرٌ جديدٌ عبر سماء فلسطين المحتلّة، حَيثُ دوّت صافرات الإنذار في أكثر من عشرين مدينة، مُعلنةً بدايات عهدٍ جديد من المواجهة القوية من اليمن. لقد كانت ضربة صاروخية يمنية واحدة بمثابة الصفعة المدوية التي هزّت أركان الكيان الصهيوني، وهي تنبه العالم إلى هشاشة دفاعاته التي لطالما تفاخر بها.
صاروخ فرط صوتي تجاوز مسافة 2040 كلم في 11 دقيقة ونصف، مُختَرقاً دفاعات الغرب والعرب، مُلحقًا أضرارًا بالغة بمظلة الاحتلال، ليستهل مشهد هرب غير مسبوق في تاريخهم، حَيثُ لجأ أكثر من مليوني مستوطن إلى الملاجئ خشية من استمرار ضربة لم يتوقعوها. إن هذه العملية العسكرية الفريدة تُظهر للعالم أن القوات المسلحة اليمنية تمتلك الوسائل لصنع قوة ردع حقيقية، تُهدّد أمن الكيان الصهيوني، وتُثبت أن صوت الحق قادم لا محالة، مهما كانت التحديات أَو العقبات.
لم تكن تل أبيب، التي اعتادت على التباهي بقوتها العسكرية، تتوقع أن تتعرض لضربةٍ كهذه من اليمن، الذي كان يعاني من حربٍ ظالمةٍ وحصارٍ خانق. فصاروخ اليمن، الذي عبر آلاف الكيلومترات، يُثبت للعالم أن المظلوم قادر على الرد، وأن إرادته لا تُكسر، وأن يده قادرة على الوصول إلى أي هدف، مهما كان بعيدًا أَو محصّناً.
إن الرسالة اليمنية، بسيطة ومباشرة: “أوقفوا عدوانكم على غزة، أَو ستكون هناك حربٌ شاملة”. فالقبة الحديدية التي تظن أنها تحمي المحتلّين ليست سوى وهم، فقد سجّلت هذه الضربة بداية جديدة من الصراع، تعيد رسم خريطة المواجهة في المنطقة. يُشهر اليمن اليوم تحقيقه إنجازًا عسكريًّا غير مسبوق، يُسهم في بناء رصيد من القوة والعزيمة لمواصلة النضال والمقاومة.
في هذا السياق، خرجت الملايين في الساحات اليمنية يحتفلون بمولد الرسول محمد، حَيثُ تجسد الاحتفاء ببهجة وفخر، رافعين شعارات النصر والدعم للمقاومة. السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وبين حشود المحبين، أكّـد أن “القادم أعظم”، وأن ما حدث لم يكن سوى بداية مرحلة جديدة من المرحلة الخامسة في المواجهة المفتوحة ضد المشروع الصهيوني الأمريكي.
تأتي هذه الضربة في وقت كان يحتفل فيه الملايين بالمولد النبوي، لتُشير إلى أن الأُمَّــة الإسلامية لا تزال حية، قادرة على الدفاع عن حقوقها ومقدساتها. إن اليمن، بهُــوِيَّته القوية وإرادته الثابتة، أرسل رسالة واضحة لكل من يتجاهل معاناة الفلسطينيين: “أنتم لستم وحدكم”.
إن ما حدث لا يُعتبر مُجَـرّد تصعيد عسكري فحسب، بل هو انبعاث جديد، تأكيد على أن الأحرار في كُـلّ مكان سيستمرون في القتال؛ مِن أجلِ الحق والعدالة، وأن الأُمَّــة لن تنسى أبداً مظلومية شعوبها، مهما طالت الأزمات.
إن الأيّام المقبلة تحمل في طياتها وعوداً بتجديد العزم، والتصميم على ضرورة العمل؛ مِن أجلِ الحرية والكرامة، متخطين كُـلّ الحواجز حتى نقطة النصر المنشود.