طوفانُ اليمن الأضخمُ في محبة الرسول الأعظم
عبدالقوي السباعي
هُنا..، حَيثُ تدفق المحمديون، إلى مختلف الساحات من كُـلّ فجٍ ينسلون، وتلألأ الضياء والنور، وحل الفرح والسرور، واكتمل المأمول؛ بطلة ابن البدر وحفيد الرسول، ليطلق البشرى في خضم الذكرى.
هُنا.. ومن فوق الخراب والدمار، ومن بين الأوجاع والمآسي والحصار؛ يُعيدُ اليمانيون للأرض الحياةَ وقد توشَّحت الاخضرار؛ وتزينت الأماكن الشجر والحجر والبشر؛ يستعيدون البسمة ويرسمون الفرحة، ويفيضون بطوفانٍ بشري هو الأضخم، محبة وولاءً وتقديساً للرسول الأعظم.
هُنا.. وعلى هذه الأرض الطيبة، أرض الكرامات والتضحيات، الأرض اليمنية المباركة، هُنا يتجلى الإيمان وعظمة الإسلام المحمدي الأصيل، في يمن الأوس والخزرج، يمن القوة والبأس الشديد، يمن الأنصار ونَفَسِ الرحمن، حَمَلَة الدين وأنصار الرسالة وحماة القرآن، من سيحيي الله بقائدهم الدين، ويطهّر الله على أياديهم بلاد المسلمين.
هُنا؛ وفي أكثر من عشرين ساحة احتشاد غمرتها المسرة، في مختلف المحافظات الحرة، خرج اليمنيون يحتفلون؛ ابتهاجاً بذكرى مولد رسول الله والرحمة المهداة؛ محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وآله- بشموخٍ يمضون أعزاء وفي أرضهم كرماء؛ رافعين الهامات، ولن يحنوا للأعادي الجباهَ.
هُنا طوفان فرائحي يماني؛ قل نظيره بين الشعوب، كبارهم وصغارهم رجالهم والنساء، وكما في كُـلّ عام من هذه الذكرى، يبتهجون ويعطرون قلوبهم بذكره، والهتافات تتعالى من أفواههم بالصلاة والسلام على نور الزمان، وضياء المكان سيدنا محمد النبي العدنان، مردّدةً شعار التلبية لرسول الله مع التهليل والحمد والشكر لله على نعمة الهداية والرحمة المهداة للعالمين.
هُنا؛ وفي حضرة رسول الله قائدنا الأول ونبينا الأعظم، تتنزّل الرحمات وتعم بديارنا الخيرات والبركات، وتهطل على أرواحنا السكينة والطمأنينة، في أجواء روحانيةٍ، وأنوارٍ محمديّةٍ حلّت وهلّت نسائمها المباركةُ على يمن الإيمان والحكمة.
هُنا؛ وفي حضرة رسول الله هادينا وأسوتنا، حَيثُ نتزوّد من ذلك النور المحمدي العظيم؛ لنكتسب المعانيَ الإيمانية؛ لتستنير قلوبنا وتحيا بها نفوسنا، ويتجدد ولاؤنا ويزداد عزمنا في مواجهة أولياء الطاغوت، ويقوى ثباتنا على الحق في درب الجهاد، ويقيننا في مواجهة الباطل في معارك الردع والإسناد، في البر والبحر.
في حضرة رسول الله -صلواتُ الله عليه وعلى آله- نستلهم جهاده؛ ونستقي منه روح العزة والإباء مجاهدين، مستبسلين في سبيل الله ونصرة المستضعفين إخواننا في غزة وكل فلسطين، وسيكون بإذن الله تعالى مولد النصر المبين والفتح القريب، والذي باتت حروفه تُكتب، وبشائره تلوح في الأفق الأقرب، من كُـلّ جبهة تتأهب، يصنعها المحمديون بسواعدهم المباركة في كُـلّ ساحة عز وميدان كرامة.