الطوفانُ اليمني الأكبرُ في حضرة مولد الرسول الأعظم

المسيرة – صنعاء

تقاطرت سُيُولٌ بشريةٌ محمديةٌ منذ الصباح الباكر ليوم أمس الأحد، وغصّت ساحةُ الفعالية المركَزية في ميدان السبعين بطوفان بشري محمدي؛ احتفاءً بذكرى مولد الرسول الأعظم؛ وتأكيدًا على استمرار التأييد للمقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، في حشد هو الأكبر على مستوى المنطقة والعالم.

وبأهازيجَ وأناشيدَ ملأت الآفاق، صدحت حناجر الملايين في حضرة ذكرى ميلاد الرسول الأعظم في جمع مليوني فاق التوقعات، مردّدين: “يا رسول سلام عليك.. يا نبي سلام عليك.. يا حبيب سلام عليك.. صلوات الله عليك”.

وصدحت الجماهير إنشادًا “صلِّ يا رب على طه الحبيب.. الله الله.. سيدكم سيد كُـلّ الناس.. ” وردّدوا “مرحبا يا نور عيني مرحبا.. مرحبا جد الحسينِ والحسن”، “طالع البدر علينا من ثنية الوداع.. وجب الشكر علينا ما دعا لله داع.. أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع.. جئت شرّفت المدينة مرحبًا يا خير داع”.

وتعالت الأهازيج تبرُّكاً بميلاد رسول الله “صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِــهِ وَسَلَّمَ”، واستحضار دور الأنصار في نصرة رسول الله ومحبته لهم وحبهم له، وبدأت أهازيج الاحتفال المليوني بالمولد النبوي الشريف في صنعاء، حَيثُ تزامن هذا الطوفان البشري المحمدي مع حضور فريد وغير مسبوق شهدته عواصم ومدن اليمن الحرة، في 13 محافظة يمنية.

وفي مشهد مهيب تزينت فيه جنبات ميدان السبعين باللون الأخضر ما بين شاشات ولافتات وأعلام وشعارات وطاقيات إلى جانب أعلام اليمن وفلسطين ورسمت الجماهير المليونية التي توسطها اسم النبي محمد “صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِــهِ وَسَلَّمَ” مشهدًا بديعًا جسَّدَ فيه أحفادُ الأنصار التعظيمَ والإجلالَ لمقام الرسول الأعظم، وأعادوا التذكيرَ بمواقف أجدادهم الأوس والخزرج في نصرة رسول الله “صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِــهِ وَسَلَّمَ”، يومَ تخلى عنه قومُه وأخرجوه من مكة.

وردّدت الحشودُ بصوت مجلجل ملأ الآفاق هتافات التعبير عن فرحة واعتزاز اليمن وشعبه العظيم بنبي الله الأكرم، ورسوله الأعظم، مردّدين: “نحن بمن الله وشكرا… أظهرنا فرحتنا الكبرى.. بقدوم الرحمة والبشرى.. أحياناً ذكرك أحياناً.. وبنهجك سرنا فهدانا.. وبحبك زدنا إيمَـانا”.

باهى الله اليوم بنا غزة.. والله أقر بنا عينه.. نحن جنود رسول الله.. نحن جنود رسول الله.. نتأسى دوماً بخطاه.. لا نخشى أحدًا في الله.. الله أكبر.. الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام”.

وفيما كانت الحشود تردّد الأناشيد والموشحات والمدائح النبوية؛ ابتهاجًا بهذه المناسبة الجليلة، عرضت الشاشات الكبيرة في ميدان السبعين مشاهد للعملية العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية بصاروخ باليستي “فرط صوتي” ضد هدف عسكري إسرائيلي في مدينة “يافا” الفلسطينية المحتلّة، في عملية بطولية أثلجت قلوب الجماهير المتعطشة للنيل من العدوّ الصهيوني المجرم الذي ارتكب أفظع الجرائم بحق الأشقاء في فلسطين.

خطاب السيد القائد:

وفي خطاب السيد القائد الذي بثَّته شاشاتٌ عملاقةٌ في الساحات على الهواء مباشرة، عصرَ أمس الأحد، بما فيه لحظة دخول السيد القائد قبل اعتلائه المِنصة، حَيثُ قوبل المشهدُ بالحفاوة وإطلاق الصرخة للملايين المحتشدة بالساحات.

وثمَّنَ السيدُ القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي الحضور الجماهيري غير المسبوق في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وساحات المحافظات؛ احتفاءً بذكرى المولد النبوي الشريف، قائلاً: إنَّ “حضورَ شعبنا اليوم لا مثيلَ له على وجه الأرض؛ حُبًّا لرسول الله في يوم مولده المبارك”.

وخاطب السيد القائد جموعَ الشعب اليمني في الفعاليات المليونية بالقول: “لقد أقمتم أكبرَ احتفال في الأرض لأعظم وأرقى إنسان؛ وفرحاً وابتهاجاً بنعمة الله وفضله ورحمته”.

وزَفَّ السيدُ القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في كلمته المتلفزة، بُشْرَى نجاح العملية العسكرية في عمق كيان العدوّ.. متحدثًا عن توجيه القوات المسلحة اليمنية ضربةً مدويةً في عاصمة الاحتلال الإسرائيلي يافا “تل أبيب، أدخلت العدوّ في حالة من الهستيريا والخوف غير المسبوق، مؤكّـداً ثباتَ الموقف اليمني المبدئي والجهادي في مساندة ودعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ومواجهة قوى الشر والطاغوت من دول الاستكبار والاستعمار.

وقال السيد عبد الملك في كلمته: إن “عملية القوات المسلحة التي نُفِّذت اليوم في يافا استهدفت هدفاً حيويًّا تمت بصاروخ ذي تقنية عالية تجاوزت منظومات العدوّ، وبلغت مسافتها التي قطعها 2040 كم، في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد التي أكّـدت اليمن أنها ستجعلُ من عاصمة الاحتلال الصهيوني مدينة غير آمنة”.

وأكّـد السيد القائد” أن “عملياتنا مُستمرّةٌ طالما استمر العدوان والحصار على غزة”، ونؤكِّـدُ على ثبات موقفنا حتى تطهير فلسطين من براثن الاحتلال ونواصلُ التنسيق مع محور الجهاد والمقاومة، والقادم أعظم بإذن الله تعالى”، مُشيراً إلى أن “قواتنا تواصل عملياتها في البحار ضد السفن المرتبطة بالعدوّ الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني وهي ناجحة وفي غاية التأثير”.

وأردف قائلاً: “بدأ مسارُ التغيير في الجانب الحكومي والقضائي، والمسار متواصلٌ حتى يلمسَ شعبُنا الثمرةَ لذلك”.