الاحتفالُ بمولد النبوي تأكيدٌ على القيم وإحيَـاء للروح الإيمانية
شاهر أحمد عمير
في كُـلّ عام، يشهد العالم الإسلامي احتفالاً بهيجاً بمولد نبي الرحمة، محمد “صلى الله عليه وآله وسلم”، في مناسبة تجسد النور والهداية. في اليمن، بلد الإيمان والحكمة، كما في سائر البلدان الإسلامية، يُعدّ هذا الاحتفال فرصة عظيمة لتعزيز القيم الإسلامية النبيلة وتجديد العهد بالمبادئ التي جاء بها الرسول الأكرم.
في زمن يتعرض فيه الإسلام لكثير من الطعون والتشكيك في شعائره الدينية، يأتي الاحتفال بمولد النبي محمد “صلى الله عليه وآله وسلم” ليذكّرنا بأهميّة القيم والمبادئ التي تجسد العدالة والمساواة. هذه المناسبة تُعد تجسيداً لما جاء به النبي من دعوة إلى الصلاة والصيام والزكاة والحج، وهي تعبير عن الروحانية والتقوى التي يتسم بها الدين الإسلامي.
هذا اليوم العظيم ليس مُجَـرّد عيد، بل هو تجسيد لعيد الاستقلال الروحي للأُمَّـة الإسلامية من عبودية الشرك والطاغوت والظلم والاستكبار. فهو فرصة لتجديد العزيمة على السير على هدي النبي “صلى الله عليه وآله وسلم”، واستلهام الدروس من سيرته العطرة التي كانت نموذجاً للعدل والرحمة والإحسان.
في اليمن، تُحتفل بالمولد النبوي بشكل مميز يعكس التراث الثقافي والروحاني للشعب اليمني. المدن والقرى تتزين بالأضواء والزينة، وتُقام الفعاليات الدينية التي تستعرض سيرة النبي وتعاليمه. الاحتفالات تشمل العديد من الأنشطة مثل المحاضرات الدينية، الأناشيد، والمدائح التي تذكرنا بصفات النبي وأخلاقه. هذه الفعاليات ليست مُجَـرّد تقاليد، بل هي تعبير حقيقي عن التزام اليمنيين بالقيم الإسلامية والعمل على تجسيدها في حياتهم اليومية.
الاحتفال بمولد النبي هو تعبير عن محبة عميقة واحترام كبير لشخصية النبي محمد “صلى الله عليه وآله وسلم”، التي تجسدت فيها كمال الأخلاق والفضائل الإنسانية. هو أَيْـضاً فرصة لتجديد العهد مع تعاليم الإسلام، والوقوف مع النفس للتأمل في الدروس المستفادة من حياة النبي التي كانت نموذجاً للعدل، الرحمة، والإحسان.
إن التقليل من شأن هذه المناسبة أَو محاولة نزع قيمتها ليس فقط تعدياً على مشاعر الملايين من المسلمين حول العالم، بل هو أَيْـضاً إغفال لأهميّة الاحتفاء بتراث عظيم يستمد منه المسلمون القوة والإلهام. الاحتفال بالمولد النبوي هو فرصة للتذكير بمبادئ الإسلام وتعزيز قيم الإيثار والتآخي بين المسلمين.
لذا، يجب علينا جميعاً أن نحتفل بهذه المناسبة بما يليق بها من تقدير واحترام، وأن نعمل على نشر قيمها في حياتنا اليومية. إن تعزيز روح الإيثار والمحبة التي تجسدها هذه المناسبة، هو ما يجعلنا نعيش في عالم يسوده السلام والتآخي.