أصداء العملية اليمنية تتواصلُ في الإعلام الإسرائيلي.. قلقٌ يفاقمُ تآكلَ العدو
المسيرة: متابعات خَاصَّة
لا تزالُ أصداءُ العملية اليمنية النوعية في عُمْقِ كِيانِ الاحتلال الصهيوني، صبيحة المولد النبوي الشريف، تتردّد في وسائل الإعلام “الإسرائيلية”، ناقلة حجم الهلع والخوف الذي ينتاب كيان العدوّ.
وبعد أن نشرت صحف “هآرتس، إسرائيل هيوم، كالكاليست، ومجلة إيبوك” عدة تقاريرَ بشأن العملية، فقد تحدثت صحف صهيونية أُخرى عن أبعاد دخول اليمن بهذا الزخم من القدرات، مشيرةً إلى أن الصواريخ الفرط صوتية التي تمتلكُها اليمن ستمثل قوةً رادعةً ضد العدوّ وترجح الكفة لصالح المقاومة الفلسطينية.
وذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” في تقرير لها، أن العمليةَ اليمنية الأخيرة في “تل أبيب” تُشيرُ إلى أن الردعَ الصهيوني يتآكل بشكل غير مسبوق، فيما تتصاعد القدرات المضادة، في إشارة إلى قدرات القوات المسلحة اليمنية وباقي فصائل محور الجهاد والمقاومة.
وقالت: إن من أسمتهم “الحوثيين تعلموا بسرعة منذ أُكتوبر 2023، أنهم قادرون على استهداف إيلات والسفن في البحر الأحمر دون مواجهة انتقام كبير، وها هم يصلون إلى استهداف تل أبيب بكل دقة”.
وَأَضَـافَ التقرير “تمكّن الحوثيون من تهديد “إسرائيل”، على الرغم من عمل الدفاعات الجوية الإسرائيلية بشكل جيد، وهذا يؤكّـد أن العدوّ يغيّر قدراته باستمرار؛ فهو يستخدم الطائرات المسيَّرة والصواريخ المجنَّحة والصواريخ الباليستية، ويجدُ طرقًا مختلفة لتهديد “إسرائيل” ويحاول أَيْـضاً الهجومَ من اتّجاهات مختلفة”، في إشارة إلى إقرارِ الصحيفة الصهيونية بتنوُّع التكتيكات والقدرات اليمنية، وتصاعد مستويات الردع ضد العدوّ الصهيوني.
واعترفت الصحيفة الصهيونية باستحالة قدرة العدوّ الصهيوني على التصدي للصواريخ اليمنية الجديدة، حَيثُ أكّـدت بالقول “إن الدفاعات الجوية ليست استراتيجية لكبح هذه التهديدات؛ لأَنَّه لا يوجد نظام دفاع قادر تماماً على الدفاع ضد كُـلّ شيء في جميع الأوقات”.
بدورها أكّـدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن العملية اليمنية الأخيرة في العمق الصهيوني تحمل معها العديد من الأبعاد والدلالات التي تقود لصفعات موجعة ضد العدوّ الصهيوني.
وقالت الصحيفة الصهيونية: إن “الهجوم الصاروخي الحوثي على وسط “إسرائيل” يثير أسئلة صعبة، تبدأ بتحديد نوع الصاروخ، ولماذا لم يتم اعتراضه بعيدًا عن الأراضي الإسرائيلية إذَا كان باليستيًّا؟”.
وأضافت “صاروخ حوثي أفلت من أنظمة الكشف الإسرائيلية المتقدمة، لم يتم إسقاطه، وهو ما يثير تساؤلات حول الأعطال المحتملة في أنظمة الأمن المعمول بها”، في إشارة إلى الإقرار بفشل منظومات الدفاع الجوي الصهيونية التي تباهت بها واشنطن وربيبتها “تل أبيب” لعقود طويلة.
وأوضحت الصحيفة أن القوات المسلحة اليمنية باتت تمتلك قدرات صاروخية عالية، منها “ما لا يستغرق تجهيز إطلاقه أكثر من نصف ساعة، وتكفيه 15 دقيقة للوصول إلى وسط إسرائيل”.
وأكّـدت يديعوت أحرونوت أنه وبعد العملية اليمنية الأخيرة “ربما لم يعد الوقت في مصلحة “إسرائيل”؛ إذ يدور كثير من الحديث حول المدة التي يجب أن تستمر فيها الحرب، وحول إذَا ما كان مزيد من الضغط العسكري يمكن أن يكسر حماس ويستعيد المحتجزين قبل نفاد الوقت”، في إشارة إلى حجم الضغط الذي تمثله الجبهة اليمنية في مساندة الشعب الفلسطيني.
كما أكّـدت الصحيفة أن استمرار الحرب على غزة سيكلف العدوّ الصهيوني الكثير والكثير، خُصُوصاً مع تصاعد القدرات للجبهات المساندة، واستمرارية حيوية مقاتلي حركة حماس.
من جهته ذكر موقع “والا”، المتخصص في الشؤون الأمنية “الإسرائيلية”، أن العدوّ الصهيوني ركَّزَ أكثَرَ من اللازم على إيران وحزب الله، وأهمل ما أسماه “الخطر الحوثي” جنوبًا، في إشارة إلى الهجوم الصاروخي اليمني.
وتأكيداً على ما ذكره الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بأن الصواريخ اليمنية النوعية لا توجد في إيران، أكّـد موقع “والا” أن “القبة الحديدية أخفقت في صد الصاروخ الحوثي رغم نجاحها في اعتراض مئات الصواريخ الإيرانية قبل ذلك بأشهر”.
ولفت إلى أن صاروخ “فلسطين2” أحدث انفجاراً كَبيراً وحفر في الأرض بعُمْقِ عدة أمتار، في إشارة إلى القدرات التدميرية الكبيرة للصاروخ.
وتساءل الموقع: “كيف سيكون الضرر لو استخدم الحوثيون 30 صاروخًا، واختاروا بدلًا عن منشأة أمنية وسط “إسرائيل”، هدفًا أسهلَ في حي سكني مكتظٍّ في تل أبيب أَو بئر السبع أَو حتى في منطقة فنادق إيلات القريبة منهم”، وهذا التساؤل يكشف إفلاسَ العدوّ عن أيِّ ردع للتصدي للقدرات اليمنية.