الصاروخُ اليمني الفرطُ صوتي على الكيان الإسرائيلي.. رسائلُ ومآلات
عبدالجبار الغراب
بتطور عسكري صناعي فريد وغير مسبوق في التأريخ، وبتقنيات عالية القدرة والكفاءة وبقدرات بالغة التأثيرات في كافة الأصعدة والمستويات الحربية أخرجت القوات المسلحة اليمنية مفاجآتها العسكرية المتصاعدة والمدوية ضمن مرحلتها الخامسة وبصاروخ واحد فرط صوتي جديد انطلق بمسافة تجاوزت 2040 كيلومترًا وبسرعة فائقة قطعها بـ11 دقيقة ونصف الدقيقة مستهدفاً هدفه بنجاح بعمق كيان الاحتلال، متجاوزاً كُـلّ القدرات الدفاعية الجوية التي كانت في طريقه من الأمريكان والإنجليز والغرب، مخترقاً أنظمة الدفاعات الجوية والبرية والبحرية للكيان الإسرائيلي التي فشلت في اعتراضه، محدثاً الهلع والخوف الشديد لدى الإسرائيليين الذين استيقظوا على دوي الانفجارات الكبيرة وصفارات الإنذار المتتالية متدافعين بأكثر من اثنين مليون مستوطن إلى الملاجئ، في صورة نادرة المشهد وللمرة الأولى في تاريخ الكيان أن يدخلوا كلهم للملاجئ مصابين بالهستيريا والذهول التي لم تحدث لهم منذ نشأتهم المشؤومة.
ارتداداتٌ واسعة التأثير وتداعيات كبرى بالغة في التعقيد ورسائل عديدة أحدثها الصاروخ اليمني؛ فقد ظهر أثره السريع بالهلع والقلق والخوف الشديد لأكثر من اثنين مليون مستوطن، واضعاً بذلك كُـلّ الأراضي المحتلّة ضمن نطاق المناطق غير الآمنة، ومنها ما سيجعل الكيان يعيد وبشكل سريع مراجعة حساباته الخاطئة من إشعاله للحروب في المنطقة وإمْكَانية تورطه في فتح جبهة جديدة مع المقاومة اللبنانية التي تم الإعلان عنها مؤخراً، فالحرائق المشتعلة في أكثر من مكان ومحطة القطار التي اشتعلت فيها النيران ومصنع الإسمنت الأكبر التي تبعثرت معداته في كُـلّ مكان كما نقل ذلك إعلام الكيان، وفتحه للتحقيقات لأسباب عجز دفاعاتهم من اعتراضها لصاروخ يمني واحد، بيّن كُـلّ ذلك حجم التأثير العظيم الذي أحدثه الصاروخ اليمني الجديد، فكيف سيكون الرد الموعود والقادم القريب؛ رَدًّا على الاعتداء على ميناء الحديدة اليمني إذَا ما تم استخدام عشرات الصواريخ ذات النوع الفرط الجديد، أَو كما قال السيد القائد والقادم أعظم، وهذا ما سيجعل الكيان ومعه الأمريكان يفكرون في حلول قادمة قد تكون لهم نجاة من تورطهم المتفاقم نتيجة إصرار نتنياهو المتزايد لوضعه لمصالحه الشخصية ضمن حساباته للنجاة بنفسه بعدما أغرق الكيان في مستنقع ووحل غزة ومحور المقاومة.
تداعيات ورسائل عديدة حملها الصاروخ الواحد اليمني الفرط صوتي في إعادته لعقارب الساعة إلى الوراء، حَيثُ دخل الكيان الإسرائيلي وقادته ومعهم الأمريكان في شرود وتيهان؛ فقد أخرصت العملية النوعية اليمنية ألسنتهم وأسكتت كُـلّ دوائر القرار فيهم، وأصبحوا تراودهم الكثير من التساؤلات، كيف بعشرات الصواريخ إذَا ما أقدمت القوات المسلحة اليمنية على تنفيذها على أهداف متنوعة فحتماً ستكون النتائج عواقبها وخيمة، وَإذَا ما كان للمقاومة اللبنانية امتلاكها لهذا النوع وهي الأقرب بالحدود، والعملية لها رسائلها العظيمة الدلالات وبمعانيها الاستراتيجية الكبيرة الأهميّة والتي وضعت من خلالها الكيان تحت دائرة الرصد والمجهر، وأنه ليس بالأمان بعد الآن، وعليه توقع مَـا هو أعظم إذَا لم تنته حرب غزة، ويعد الصاروخ والذي حقّق هدفَه في الوصول لهدفه بمثابة رسالة لنجاح التجربة ولأول مرة في المنطقة بامتلاك هذا النوع المتطور، ولعمليات أقوى وأشمل وأقوى آتية ضمن سياقها المخطّط والمعد، فهل يفهمها الاحتلال وينجو بنفسه للذهاب وراء القبول بعقد صفقة مع المقاومة الفلسطينية ليتجنب قادم العمليات الأكيدة والعظيمة؟!
القوات اليمنية لها حساباتها الكبرى وعندهم القدرة والجرأة على الاستهداف فلا سقوف ولا حدود ولا خطوط حمراء موضوعة، فهم ينتظرون ما للنتائج المباشرة الذي أحدثها الصاروخ الواحد وبحجمه التأثيري كي يضعها الكيان ومعه أعوانه الأمريكان ضمن حساباتهم ويعدون الجهوزية الكاملة لوقف العدوان على غزة والدخول في مفاوضات عادلة بانسحابهم من قطاع غزة ورفع الحصار عنها وإطلاق الأسرى وعودة النازحين لبيوتهم وإعادة الأعمار، وإلا فما عليهم إلا انتظار الأيّام وما تسفر عنها من أحداث.