جنونُ المنافقين في مولد نبينا العظيم
بشرى المؤيد
ما إن اقترب “عيد ميلاد نبينا العظيم” حتى ترى جنون المنافقين في كُـلّ مكان ازدادوا غيظاً، ازدادوا حقداً، ازدادوا انتشاراً؛ بحيث تراهم في كُـلّ مكان ينعقون بحدة كلماتهم، ويعترضون بأقوالهم، ويخرجون من ثكناتهم، وينشرون شائعاتهم كأنهم يعلنون حرباً علنية على مولد رسولنا الكريم؛ فبدأت فتاويهم تشتغل في كُـلّ الأركان بأن هذا الاحتفال بدعة، وبأن الفقراء أولى بالمال الذي ينفق؛ مِن أجلِ الزينة، وتظهر نغمة أين الراتب يا حوثي؛ فلا تراهم إلا وقد انتشروا كما ينتشر الجراد ينشرون سوء غسيلهم في قلوب ونفوس الضعفاء الذين تتقلب قلوبهم بمئة لون ولون.
ومن أجمل ما يعمله المنافقون أنهم أزالوا عن وجوههم مساحيق التجميل التي تزينوا بها والأقنعة التي كانوا يخفون بها وجوههم الحقيقية وتصرفاتهم القبيحة، ويظهرون بما كانوا يخفون من نار كانت تأكل قلوبهم فخرجت من أفواههم كسموم ينفثونها في أوساط المجتمع بحجّـة أن قلوبهم على الفقراء والمحتاجين، في حين أنهم أبعد ما تكون قلوبهم عن الإنسانية أَو الشعور بما يشعر به الفقراء من عوز وحاجه، فلماذا لا يأتي هذا الشعور الإنساني الرائع إلا عند قرب موعد احتفال شعبنا العظيم بمولد نبيه العظيم والكريم؟!
وهم طوال عام كامل لا يدرون أين هم هؤلاء الفقراء والمحتاجين، وَإذَا دققوا ورأوا سيرون أن من ينفق ويزين ويحتفل هم الفقراء أنفسهم والمحتاجون الذين يتحدثون عنهم فلا يحتاجون على من يزايد عليهم؛ لأَنَّهم أصبحوا يتمتعون “بوعي كامل” ويعرفون أنهم منافقون مستأجرون يستخدمهم الأعداء متى شاءوا وأين ما يريدوا.
والسؤال الذي يتبادر إلى أذهاننا لماذا يتضايقون من اللون والضوء الأخضر؟ أيسبب لهم ضيق الصدر؟ أم وجع قلب؟ أم صداع رأس؟ لماذا يثير حساسيتهم؟ وتغضب نفوسهم؟ وتتجلى أحقادهم؟
ويظهر غيظهم على الملأ ويقولون كلاماً بأفواههم يتعجب منهم من يسكنون الأرض والسماء، لقد استخدموا كُـلّ وسائلهم الإعلامية وأنفقوا أمولًا على منافقيهم ليس لها حصر، ربما لو أنفقوا جزءاً منها “للفقراء والمحتاجين” لكان خيراً لهم وكتب لهم في ميزان حسناتهم ودعا لهم الفقراء بما كانوا يريدون، لكن هم يكيدون بأن لا يسد جوع الفقراء إلا من “الزينة” التي ينفقها الفقراء أنفسهم في مولد نبيهم الكريم، عجيب أمرهم وعجيب كيف يتصرفون وكيف يفكرون؟
وبعد الدعايات والشائعات، وإثارة البلابل في كُـلّ مكان وزوه، واللعب على وتر الطائفية والمذهبية، والادِّعاءات بأن الحوثي ضد الجمهورية ويريد عودة الكهنوتية كما يسمونها، ونداءات بالصوت العالي “حافظوا على جمهوريتكم أيها الجملكيون”؛ خلطوا الحابل بالنابل، عيد مولد النبي بقرب عيد ٢٦سبتمبر فأصبحوا متخبطين لا يعرفون ماذا يعملون؟ لا يعلمون بأن الأهداف السبتمبرية التي قامت عليها الجمهورية لم ينفذوا منها بنداً واحداً من أهدافها الستة، وأن ثورة ٢١ سبتمبر الخالدة قامت؛ مِن أجلِ تصحيح مسارات الثورات الأُخرى التي حادت ومالت عن أهدافها ومبادئ ثوراتها، وأرجعتهم إلى صوابهم وَبوصلتهم الصحيحة والحقيقية وبدأت في تنفيذ أهداف الثورة وكلّ إنجازاتها أصبحت ملموسة وحقيقية أمام العيان يشاهدها القاصي والداني بكل فخر واعتزاز، ولذلك تراهم يفقدون عقولهم حينما رأوا كُـلّ ما عملوا ذهبت أدراج الرياح؛ فخروج ملايين الملايين في مولد النبي كان جوابًا كافيًا من الشعب بأنكم لن تستمروا في خداعنا، وتزييف الحقائق، والكذب والافتراء على هذا الشعب الكريم الطاهر المتمسك بنبيه وأخلاقه ومبادئه وقيمه ودينه؛ فوعيه جعلكم تشعرون بخزي كذبكم وأفعالكم.
خرجت الملايين أفواجاً أفواجاً كأنهم في يوم الحج، بل أشد أَو يوم الحشر فما رأينا من خروج النساء والرجال والأطفال كلهم ملبون هاتفون “طلع البدر علينا، من ثنيات الوداع، وجب الشكر علينا، ما دعا لله داع”، وكثير من الأناشيد التي تعبر عن حبهم لرسول الله، خرجوا والفرحة والبهجة على وجوههم كأن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حاضراً بينهم يلوح بيديه الشريفتين لهم.
خرجوا والسرور يغمرهم بانتصاراتهم وبنصرة فلسطين التي هي ما زالت حية في قلوبهم فكانت المفاجأة لأهل فلسطين والعالم “بصاروخ فرط صوتي ٢” الذي أفرحهم في يوم ميلادك، ميلاد “نبي الرحمة والإنسانية” فأبهج كُـلّ القلوب الحرة فسلام على نبينا الكريم، وَنهديك من “يمن الإيمان والحكمة اليمانية أجمل السلام، وأجمل الهدايا، وأجمل التعابير، وأجمل الأخلاق التي زرعتها في قلوبنا والتي جسدها اليمنيون فعلاً وقولاً.
فسلام لك يا رسول الله من أنصارك المحبين والمناصرين لك الذين لم يخذلوك منذ بدء رسالتك في الجاهلية الأولى إلى يومنا هذا في الجاهلية الثانية فأحيوها بأخلاقك الدائمة الخالدة، سلام عليك يا نبينا إلى ميلادك القادم ونحن والعالم والكون في أكمل الخير بكل تنوعاته.