الأحد المبارك.. يومٌ من نور الرسول
أسماء الجرادي
يومٌ خالدٌ، امتلأت فيه القلوب بالفرح، وأضاءت الأرض بالأنوار، وارتسمت البهجة على وجوه الجميع، الدموع تنهمر مختلطة بين أمل وفخر وألم لما تمر به أمتنا من أحداث، إنه يوم مشهود شهد له الله ورسوله وأنبيائه وملائكته، يوم جاء ليجدد الإيمان في قلوبنا، وينشر البهجة والسرور، ويقوي الحب والولاء، ويعزز النية للعمل لهذا الدين بشكل أفضل.
في هذه الذكرى، تجلت البركة في أحداث ستظل محفورة في ذاكرة التاريخ، بعد أن استبشرت الجماهير اليمنية خيرًا بإعلان القرارات الجمهورية في مجال القضاء، اعتُبر ذلك إنجازاً عظيمًا، وفي ذكرى عظيمة، حتى أشرقت شمس يوم الأحد 12 من ربيع الأول، ليطل اليمنيون على خبر أسعد القلوب وسالت الدموع فرحاً، وهو عملية القوات المسلحة الداعمة للشعب الفلسطيني.
لقد احتفلنا بمولد الرسول الكريم مع إخواننا المظلومين في فلسطين، وتردّدت كلمات الولاء للرسول قولاً وفعلاً.
مشهد رائع في عدة ساحات، مبايعين رسول الله ومجددين الولاء والطاعة، معلنين السير تحت قيادته للمضي قدمًا مجاهدين في سبيل الله، مدافعين عن دينه وأبناء أمته المظلومين.
نحتفل ونقف بين يدي الله تقديرًا لنعم الله العظيمة علينا، فتقف الكلمات عاجزة وتخضع الرؤوس في ملامح حرجة لجمال العطاء الذي أنعم الله به علينا، والتضحيات التي قدمها هذا القائد العظيم، ونحن إذ نقدر هذه المراحل والجهود العظيمة، ندرك أنها السبب في وصول هذا الدين إلينا واستمراره حتى اليوم.
فاليوم، يبدأ تاريخ جديد للكثيرين ممن منحهم الله الهداية واليقين، فتخشع قلوبهم لسيرة وأخلاق هذا النبي، فيهدى الله قلبهم إلى الإسلام، وينير حياتهم بالإيمان، فيعلنون ولاءهم في هذا اليوم لله ورسوله.
يحق لنا الفرح والاستبشار، والخروج بعرض مهيب أمام الله ورسوله، لنعلن ولاءنا لهم، ولنتثبت للعالم أن هذه الأُمَّــة لن تموت ولن تضعف، وستظل متمسكة بقائدها العظيم، تسير على نهجه جيلًا بعد جيل حتى قيام الساعة.
إن احتفالنا وبهجتنا له جوانب إيجابية كثيرة على المستوى الذاتي والعالمي، وهو بمثابة غزوة من غزوات هذا القائد في مواجهة أعداء الأُمَّــة؛ فهذا هو الفارق بين المؤمن والكافر، وبين المؤمن الصادق والمنافق، وهي بيعة متجددة لرسول الله، ونحن في كُـلّ عام نرى بركات الاحتفال بالمولد، فتتوالى البشارات على هذا الشعب، وكأنها رسالة تخبرنا أن الله قد قبل بيعتنا، ورضي عنا، فأسعد قلوبنا، وتولى أعمالنا.