صنعاء تشهد حشداً تأريخياً تحت المطر لتأييد الاتفاق السياسي ورئيس الثورية: لا مانعَ من “الإصلاح” شريكاً
شهدت العاصمةُ اليمنيةُ صنعاءُ عصرَ أمس الإثنين حشداً جماهيرياً غير مسبوق لتأييد الاتفاق السياسي بين أنصار الله وحلفائه والمؤتمر الشعبي العام وحلفائه.
وعلى الرغم من الأمطار والسيول، فقد قدم مئاتُ الآلاف إلى ميدان السبعين بجنوب العاصمة حاملين أعلام الجمهورية اليمنية ومرددين الشعارات المؤيدة للاتفاق السياسي التأريخي والمنددة باستمرار العدوان السعودي الأمريكي الغاشم.
ويمثِّلُ هذا الحشدُ استفتاءً عاماً من قِبل اليمنيين لتأييد الاتفاق السياسي الذي تم توقيعُه يوم الـ28 من يوليو الماضي بين أنصار الله والمؤتمر؛ لتشكيلِ مجلس سياسي يدير شؤونَ البلاد.
ورَدَّدَ المشاركون في التظاهرة الحاشدة، العديدَ من العبارات الموحدة “بالروح بالدم نفديك يا يمن”.
وبارك رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي في كلمة له الحشد الجماهيري، داعيا بقية الأحزاب السياسية اليمنية وحتى حزب الإصلاح، على الرغم من كُلّ ما قدمه من خدمة للعدوان، للانضمام إلى الاتفاق الذي يخدم ويحمي الوطن.
وقال “لا مانع لدينا من أن يكونَ حزبُ الاصلاح شريكاً في الاتفاق الوطني بما يخدُمُ المصلحة الوطنية”.
وأضاف “نقفُ في هذا اليوم العظيم لنُحَيي، بإكبار وإجلال، الشعبَ اليمني العظيم الذي أبى إلا أن يشارك في هذا المسيرة الجماهيرية رغم كُلّ الظروف والمعوقات. وتابع “مشاركتُكم دليلٌ على حبكم للنهج الثوري الذي يحب العزة والكرامة والشموخ”، مؤكداً أن هذا النهج سيحافظ عليه الشعب اليمني لحماية المكتسبات الوطنية وسيمنع حدوثَ أي اختلال إداري في المستقبل.
وأعلن الحوثي تشكيلَ لجان في المحافظات لاستقبال مَن يعود من المغرر بهم إلى الوطن.
كما دعا رئيسُ الثورية العليا المجلس السياسي الأعلى بعد تشكيله إلى إعادة صياغة الدستور بما يخدم الوطن وَالمواطنين.
وعقب ذلك ألقى رئيسُ الكتلة الجنوبية أحمد القنع كلمةً دعا فيها إلى الوقوف ومساعدة أبناء الوطن في المحافظات الجنوبية في دحر الاحتلال. وحذّر من الدسائس التي يحيكُها عبيدُ المال السعودي بين أبناء اليمن الواحد.
واختتمت التظاهُرةُ بصدور بيان أعلن مبارَكَةَ الشعب اليمني وتأييدَه المطلقَ للاتفاق السياسي الموقَّع بين القوى الوطنية المناهضة للعدوان. كما اعتبره تقدُّماً هامّاً للإرادة الشعبية اليمنية الطامحة لتحقيق الانتصار، وقال: لا بُدَّ من الإسراع في تشكيله للحفاظ على مؤسسات الدولة وتقوية تماسك الجبهة الداخلية لهزيمة العدوان ومرتزقته.
كما دعا بيانُ التظاهُرة بقيةَ الأحزاب المناهضة للعدوان إلى مباركة الاتفاق وتأجيل الخلافات الجانبية، مؤكداً على الاستمرار في دعم مختلف الجبهات، ومواجهة العدوان بكلِّ الوسائل الذي يسعى لإخضاع الشعب اقتصاديا من خلال الحصار المفروض على كُلّ المستويات.
كما شدّد على ضرورة الاستمرار في إسناد المقاتلين الذين يحققون إنجازات كبيرة في معارك ما وراء الحدود ويلقنون العدو الدروس القاسية.
وأعرب البيان عن دعمِه للوفد الوطني في الكويت الذي قال إنه قدّم المخارج والحلول ويسعى لإيجاد حلٍّ عادلٍ ومنصفٍ بما يكفل سيادة واستقلال هذا البلد.