خبراءُ يطالبون حكومات بلدانهم استثمارَ التجربة اليمنية لتعزيز قدرات الردع العربية
المسيرة: متابعات:
فتحت العمليةُ الناجحةُ التي نفّذتها القواتُ المسلحة اليمنية الأحد، داخل عمق الكيان الصهيوني، شهيةَ العديد من الخبراء السياسيين والعسكريين العرب، الذين طالبوا حكوماتِ بلدانهم، باستثمار التجربة اليمنية؛ مِن أجلِ تعزيز قدرات الردع العربية.
من جانبه دعا الدبلوماسي المصري السابقُ في الأمم المتحدة، سامح عسكر، الدول العربية إلى “سرعة الاستفادة من تجربة اليمن وامتلاك صواريخ الفرط صوتية بالقريب العاجل، معتبرًا الخطوة أبلغَ رَدٍّ على الولايات المتحدة في سياستها العامة بتقوية الاحتلال الإسرائيلي على حساب شعوب ودول المنطقة؛ مما تسبَّب بمجازرَ ودفع أثمان باهظة دون رد كافئ”.
وأشَارَ عسكر إلى أن “مسألة حصول الدول العربية على صواريخ “فرط صوتي” صار أسهلَ بعد نجاح القوات اليمنية في امتلاكها”، مقللاً من أهميّة التهديد الإسرائيلي والأمريكي لصنعاء، مبينًا أن “العاصمةَ صنعاء محصَّنة بعد الصاروخ الجديد الذي فرض معادلة بأن أيَّ اعتداءٍ على اليمن سيقابلُه ضربُ أية مواقعَ استراتيجية داخل الكيان الصهيوني”.
وإلى جانبِ الدبلوماسي السابق سامح عسكر، وصف الإعلامي المصري الشهير معتز مطر، العمليةَ اليمنية بأنها كانت “مفاجئة للعالم؛ باعتبَار أن مثل هذه الصواريخ لم تُستخدَمْ سوى مرتين في الحروب، المرة الأولى كان من قِبل روسيا ضد أوكرانيا، والثانية من قِبل اليمن ضد الاحتلال الإسرائيلي”.
بدوره أكّـد الخبير العسكري المصري، هشام الحلبي، الثلاثاء، أن الكيان الصهيوني في ورطة وهو “عاجزٌ عن التصدي للصواريخ الفرط صوتية القادمة من اليمن”.
وأشَارَ الحلبي، في مداخلة مع قناة “إي تي سي” المصرية، إلى عجز الدفاعات الجوية الإسرائيلية عن التصدي للصاروخ اليمني الفرط صوتي والذي استهدف الأحد الماضي هدفًا عسكريًّا في مدينة يافا المحتلّة.
وقال الحلبي، الذي يشغلُ منصبَ مستشار الأكاديمية العسكرية المصرية للدراسات العليا: إن “الكيان الصهيوني لا يمتلك وسائطَ دفاع جوي في الوقت الحالي تمكّنه من التصدي للصواريخ الفرط صوتية اليمنية”، مبينًا أن “التصدي لهذه النوعية من الصواريخ يتطلب منظومات خَاصَّة تختلف تماماً عن منظومات التصدي للصواريخ الأقل سرعة”، مؤكّـداً أن العدوّ الإسرائيلي “لا يمتلكها في الوقت الحالي”.
وَأَضَـافَ الخبير العسكري المصري، أن العملية العسكرية اليمنية الأخيرة تمثل “أول استخدام لتقنية الصواريخ الفرط صوتية في منطقة الشرق الأوسط”، موضحًا أن الصاروخ اليمني الفرط صوتي “فلسطين ٢” تتجاوز سرعته سرعة الصوت بثماني مرات، مبينًا أن هذا هو سبب وصوله في زمن قياسي إلى هدفه في الأراضي الفلسطينية المحتلّة.
ولفت الحلبي إلى أن الكيان الصهيوني دخل في “مشكلة كبيرة” بعد الكشف عن امتلاك اليمن لهذه النوعية من الصواريخ، مؤكّـداً أنه “من غير المحتمل أن يتمكّنَ العدوُّ من التصدي للصواريخ اليمنية الفرط صوتية خلال هذه الفترة على أقل تقدير”.
وكانت القوات المسلحة اليمنية قد نفّذت الأحد، المنصرم، عمليةً نوعية استهدفت من خلالها هدفاً عسكريًّا في عمق الكيان الصهيوني “تل أبيب”، حَيثُ أثارت هذه العملية جدلاً واسعاً في الأوساط العسكرية والأكاديمية العربية والعالمية وسط تساؤلات عن طبيعة التقنيات المتقدمة التي باتت تمتلكُها اليمن.