ألا إن حزبَ الله هم الغالبون
عبدالسلام عبدالله الطالبي
معروف بل سنة من السنن الإلهية بأن الظلم لن يدوم وأن الظالم عندما يتمادى في ظلمه وإجرامه فإنه يحكم على نفسه بالزوال، وإسرائيل وربيبتها أمريكا تمادت وطغت في معركة اليوم، التي يدور رحاها بين محور الحق وحزب الشيطان وصدق الله العظيم القائل (فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا).
وما أقدم عليه العدوّ الإسرائيلي هو مؤشر لنهاية مخزية وسقوط مدوٍّ سيسمع به القاصي والداني في مشارق الأرض ومغاربها، وما الله بغافلٍ عما يعمل الظالمون!
وما ذلك الإجرام وما تلك البشاعة إلا نتيجة الضربات الموجعة التي يتعرض لها جيش العدوّ الإسرائيلي في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، الذي يقف فيه تيار الحق والجهاد صفاً واحداً في اصطفاف وتماسك موقف ورباطة جأش يعد هو الأول من نوعه في عصرٍ ساد فيه التخاذل والتنصل عن مبادئ الحرية وقيم الدفاع المقدس عن الكرامة والإنسانية.
لذلك لا ضير بما يحصل اليوم من مكائد ومكر يظهر فيه الإسرائيلي متصدراً للمشهد وهناك من يقف إلى جانبه من العرب والعجم الذين يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله ويظنون أنهم بتواطؤهم ومساندتهم يحسنون صنعاً في تجاهلٍ واستهتار بما تحمله لهم العواقب.
فحزب الله والشعب الفلسطيني ليسا بجديدين على خوض الحروب والمواجهة لصلف العدوان الذي يتجرأ من يومٍ إلى آخر وهو يعيش أنفاسه الأخيرة، وما صواريخ فلسطين 2 اليمانية عنهم ببعيد، وما زالت المفاجآت البرية قيد الإعداد والتحضير والقادم أعظم.
لذلك يصدق عليهم بتعنتهم وإصرارهم على التمادي في العتو والإقدام على هكذا تعد واستهداف مقولة المثل الشعبي المعروف (إذا قد أنت رايح فأكثر من الفضائح) فهم قد فضحوا في معركة اليوم، وبدا فشلهم الذريع ظاهراً وجليًّا في عجز قبتهم الحديدية وأرصدتهم الحرارية عن التصدي للصواريخ والمسيّرات الموجهة إلى عقر أوطانهم والطائلة لضرب سفنهم وسفن من أصر وتحدى من أزلامهم أو ساند وتخفى من أذنابهم.
لذلك كان على الإسرائيلي أن يعي ويتعظ من حجم ما قد لحق به من الخسائر في الأرواح والعتاد حتى لا يدفعه ذلك إلى التمادي أكثر كما فعله من تماد ومجازفة في لبنان الشقيق، الذي يستحال أن تنحني لقيادته المجاهدة والمرابطة هامة منذ عقود من الزمن مهما ترتب على ذلك من تضحيات، بل قد بدا السيد حسن نصرالله في خطابه الخميس الماضي، حامداً وشاكراً لله ومواسياً لأسر الضحايا والجرحى جراء الاستهداف الإسرائيلي والأمريكي القذر عن طريق تفجير أجهزة البيجرات، متوعداً بتجريع العدوّ الإسرائيلي صفعات لم تكن له في الحسبان والركب من خلفه في دول محور المقاومة بعد الله سبحانه وتعالى.
وعلى العدوّ أن ييأس من تنفيذ مخطّطاته التي يحلم بالوصول إليها فلا صمت حكام العرب وبعض الدول الإسلامية على ما ارتكبه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني وما تلى ذلك بحق مجاهدي حزب الله اللبناني سيجديه في تحقيق مآربه والتطاول والتوسع في إجرامه وتنقله بين دول شعوب المنطقة العربية وكأنه مكلف بتنفيذ مهمة يبدأ مسارها من أرض فلسطين مُرورًا بالدول العربية المجاورة
وعلى كُـلّ الأحرار في دول محور المقاومة أن يقفوا صفاً واحداً ويعلنوّها حرباً ضارية على الظالم والمحتلّ ويقطعوا دابره بلا عودة أبد الدهر، وهَـا هو في طريقة للتأرجح نحو السقوط إلى الهاوية، وعلى الباغي تدور الدائرة، والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.