الكيانُ الصهيوني يخرقُ قواعدَ الاشتباك باستهداف الضاحية الجنوبية.. حزبُ الله لا يستعجلُ الرد

المسيرة | متابعة خَاصَّة

فيما يُعَـــدُّ استهدافُ ضاحية بيروت الجنوبية في لبنان من كيان العدوّ الإسرائيلي خرقاً لقواعد الاشتباك؛ إذ كانت تنحصر العمليات ضمن المواقع العسكرية على الحدود، من المتوقع أن يكون رد حزب الله عليها أكبر من أي وقتٍ مضى.

في التفاصيل؛ وفي خرقٍ جديد لكيان الاحتلال لقواعد الاشتباك لا سِـيَّـما بعد “مجزرة البيجر” وعملية الجمعة، في ضاحية بيروت الجنوبية التي يُعتقَدُ أنها عملية اغتيال في منطقة “القائم”، وهي على مقرُبة على مجمع “سيد الشهداء” الذي يقيم فيه حزب الله عادةً الاحتفالات المركزية.

وتعليقاً على هذا العدوان، أكّـد “البيت الأبيض” الأمريكي في بيان، أنه “لا علمَ لنا بشأن إخطارٍ مسبقٍ بخصوص الهجمات الإسرائيلية على بيروت”، مُشيراً إلى أنه، “لا نزالُ نؤمنُ بأن الحلَّ الدبلوماسي في الشرق الأوسط هو أفضلُ طريق للمضي قدماً”.

وعلى الرغم من ادِّعاء البيت الأبيض في بيانه أنه “لا نؤمنُ بأن الحربَ في لبنان حتمية”، وقوله: “نشدّدُ على أننا لا نريدُ التصعيدَ ولا نريدُ رؤيةَ فتح جبهة جديدة في الشرق الأوسط”، أكّـد موقع “أكسيوس” عن مسؤول إسرائيلي كبير القول: إن “إسرائيل توصلت لنتيجة أنه لا تسوية للوضع على الحدود الشمالية دون تصعيد”.

 

الضوءُ الأخضرُ الأمريكي:

وفي وقتٍ سابقٍ عصر الجمعة، شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارة جوية على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، وقال مصدر أمني: إن “الغارة استهدفت مسؤولين أمنيين وعسكريين بحزب الله، من بينهم مسؤول العمليات الخَاصَّة في حزب الله إبراهيم عقيل”.

وفيما وسائل الإعلام العبرية تؤكّـد أن “خدمةَ الإسعاف رفعت درجة التأهب في صفوف طواقمها في جميع أنحاء إسرائيل”، أكّـدت الصحة اللبنانية، أن “12 شهيداً و66 جريحاً بينهم 9 حالتهم حرجة في الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت”، كحصيلة أولية.

وما يتوفَّرُ من معلوماتٍ حتى كتابة هذا التقرير أن هناك طائرةً صهيونيةً قامت بقصف شقة ولا توجد معلومات إضافية، ونقلت بعض وسائل الإعلام عن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه قام بعملية اغتيال دقيقة في منطقة بيروت، وأنه يجب الانتظار ما يصدر عن حزب الله.

ورأى مراقبون أن الكيان الصهيوني يأخذ الأمور نحو تصعيد أكبر ويريد جر المنطقة نحو حرب إقليمية واسعة على أبواب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لافتين إلى أن “نتنياهو” وفريقه الذي يريد التصعيد يستفيدون، في حين أن أمريكا تتحدث عن عدم التصعيد علناً؛ ما يعني أن كيان الاحتلال لم يكن ليقوم بأي شيء دون ضوء أخضرَ منها.

وحول ما إذَا كان هناك بدايات حرب مفتوحة وشاملة، اعتبر مراقبون أن ما قام به الاحتلال الإسرائيلي يصعِّــدُ الأمور، في حين أن حزب الله لا يتعامل بشكل اندفاعي غير مدروس وغير دقيق؛ كونه يدرك خوضه معركة مع عدو قوي ولديه دعم خارجي.

وكان الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله قال الخميس: “في الحرب هناك مرة لك ومرة لعدوك”، مشدّدًا على أن الاحتلال “سيرى الرد”، وهو الأمر الذي يشير إلى أن ما قام به الاحتلال سرَّع من وتيرة قيام حزب الله بعملية رد سريعة وقريبة، ومن المتوقع أن يكون الرد أكبر وبطريقةٍ مختلفة عن المرات السابقة.

 

الخروجُ عن النطاق الجغرافي المضبوط:

في السياق، وصف خبراءُ عسكريون أن هذا التصعيد جاء بعد أن حوَّلت “إسرائيلُ ثقلَها العسكري إلى الجبهة الشمالية، ووضعت قطاع غزة ساحةً ثانوية، بعد التطورات العسكرية المتلاحقة في لبنان.

وهذه التطوراتُ -بحسب الخبراء- شملت وصول عدد الفرق إلى 6 على طول جبهة لبنان، وبالتالي من المحتمل أن العمليات خرجت عن نطاق انضباطها الجغرافي بعد ما كثرت الأحداث التكتيكية، كزيادة وتيرة الاغتيالات، وتفجيرات أجهزة الاتصالات، وعمليات القصف المتبادل، وغيرها.

ويعتقد الخبراء أن حزب الله إذَا أراد الذهاب لمبدأ التناسب، فعليه قصف “تل أبيب” بعد قصف العاصمة اللبنانية مجدّدًا وانهيار مبانٍ سكنية وسقوط مدنيين، وقبلها بأيام تفجيرات أجهزة “البيجر” و”ووكي توكي” اللاسلكية في مختلف مدن لبنان.

وكانت رسائل الخميس تؤكّـد، أن حزب الله يعمل ضمن منظومة وحدة الساحات، ولا يمكنه أن يدخل حرباً وتكتفي إيران وبقية دول المحور بالمشاهدة، حتى أن الكيان لم يرد منح حزب الله الوقت للاستعداد للحرب، في حين يريدها بشدة رئيس وزرائه “نتنياهو”.

وفقاً لمِنصات إعلامية عبرية، فإن “نتنياهو” يريد جَــرَّ إيران إلى حرب إقليمية واسعة، ويدرك أن واشنطن لن تتركه وحدَه، مع قناعته بأن لا أحد يريدُ الحربَ الشاملة باستثناء اليمين الصهيوني المتشدّد، في حين يريد “نتنياهو” الاستمرار في الحكم والخروج من كارثة “طوفان الأقصى” وإسكات مستوطني الشمال بإشعال الجبهة مع جنوب لبنان.

 

استنكارُ وردود أفعال واسعة:

العدوانُ الصهيونيُّ الجديد على بيروت والذي ترافق مع المجازر الجديدة في غزة بحق المدنيين والأطفال، أثار موجة من ردود الأفعال الإقليمية والعالمية، حَيثُ أدانت السفارة الإيرانية في بيروت، الجنون الإسرائيلي الذي تجاوز كُـلّ الحدود باستهداف المناطق السكنية في الضاحية الجنوبية.

وقالت الخارجية السورية: إن بلادها “تدين الجرائم الصهيونية وتحذر من أن استمرارها يشكّل خطرًا على المنطقة”، مستنكرةً الدعمَ العسكري والسياسي الذي تقدِّمُه أمريكا ودولٌ غربية لهذه الاعتداءات والتستر على أهدافها الجبانة.

كما عبّرت فصائلُ الجهاد والمقاومة الفلسطينية عن إدانتها لهذا العدوان، حَيثُ قالت حركة المجاهدين: إن “العدوان الصهيوني الوحشي ضد المدنيين في لبنان هو امتداد لحرب الإبادة الجماعية في غزة”، وأوضحت أن “العدوان الصهيوني على لبنان هو جزء من الحرب الصهيونية المفتوحة ضد شعبنا وأمتنا بدعم أمريكي لا محدود، مستنكرةً الصمت والتواطؤ الدولي والخذلان العربي الرسمي تجاه اعتداءات وجرائم العدوّ الصهيوني”.

أيضًا فصائل المقاومة العراقية بدورها؛ أشَارَت إلى أن العدوّ الإسرائيلي لن يكسر عزيمة المقاومة الأبية ولن يفلح في فصل ساحات الإسناد والمواجهة أَو إيقافها، داعيةً كُـلّ قوى المقاومة في أمتنا لتصعيد المواجهة وتكثيف الضربات النوعية لعمق الكيان الغاصب.

ومن جهتها حركة حماس أدانت العدوان الإرهابي الغاشم على الضاحية الجنوبية في بيروت واستهداف منطقة سكنية مكتظة بالسكان، موضحةً أن “ما تقومُ به حكومةُ العدوّ من تصعيد عدوانها وتكثيف غاراتها على الأحياء تجاوُزٌ صارخٌ لكافة القواعد والأعراف”، مؤكّـدةً أن “العدوانَ الفاشي لن يفلحْ في تحقيق أَيٍّ من أهدافه وستمضي المقاومة في طريقها حتى التحرير والتحرّر الكامل”.

الجبهةُ الشعبيّة لتحرير فلسطين، بدورها؛ أدانت العدوانَ وعدَّتهُ جريمةً جديدةً تضافُ إلى سجل جرائمه”، مؤكّـدةً “تضامنها الكامل مع شعب لبنان ومقاومته وقيادة المقاومة وحواضنها في مواجهة العدوان الإرهابي الصهيوني”، مضيفةً أن جرائم العدوّ وتوسيع حرب الإبادة لا يتركان خيارا أمام أمتنا وشعوب المنطقة إلا المقاومة والقتال بكل الأدوات المتاحة.

بدورها حركة فتح الانتفاضة، أدانت بشدةٍ العدوانَ الصهيوني الغاشم على لبنان، وقالت: إن “العدوان على ضاحية لبنان تصعيد خطير يتحمّل العدوّ الصهيوني كامل المسؤولية عن تداعياته”، معلنةً “تضامنها الكامل مع لبنان الشقيق والإخوة في حزب الله”، مؤكّـدةً أن “العدوّ سيدفع غاليًا ثمن جرائمه في فلسطين ولبنان واليمن”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com