وظنُوا أنَّهُم مانعتُهم حُصُونَهم من اليمن
منتصر الجلي
حقيقة تحفظها الأجيال.. أن اليمن إذَا وعد أوفى، وإن أؤتمن لا يخون، أشهر قليلة مرت مُذ استهداف العدوان الإسرائيلي، منشآت النفط والأعيان المدنية بميناء الحديدة، على أمل أنه لا رد وأن الساعة وضعت أوزارها طي النسيان، فداحة النسيان لدى كيان الاحتلال أنها صفة تلازمه على مدى عقود من استعماره واحتلاله غير الشرعي للأراضي الفلسطينية المقدسة، قداسة الدماء، والجهاد، والشهداء، وبقايا الأشلاء.
هذا الغبان أَو كما يقول القائل استحمر الحمار، لهجة شديدة الوقع، ويوم لم يكن يافا المسيَّرة، أَو صواريخ يمكن أن تصدها أيدي العمالة العربية، مرتزِقة الكيان من جحافل أعراب الخيانة المعهودة لدى شعوبنا الإسلامية، بركة المناسبة، وعظيم المولود، وحجم المظلومية، وصدق القائد، وتلبية الشعب، وأعين لا تعرف للنوم سبيلاً، وقع الأمر وصارت يافا أَو ما يسميها كيان العدوّ تل أبيب، قنطرة من خازوق يجتمع إليه 2 مليون مستوطن ومحتلّ، إلى الملاجئ يهرعون.
ضربة اليمن أَو فاتحة الرد اليمني على كيان الاحتلال في مناسبة المولد النبوي الشريف، بما أذهل العدوّ وأفرح الصديق، يستيقظ كيان الشر على واحدة من معجزات القرن ومصاديق القرآن، صاروخ “فرط صوتي” يقطع ما يزيد عن 2040 كم، في غضون 11 دقيقة، معجزة القرن وسلاح التحرير للقضية الفلسطينية، فلسطين 2 هذا اسم الصاروخ اليمني المعجزة، الذي تخطى عوامل التطبيع، وأسوار من ثكنة الصواريخ التقليدية ذات الأثر الضعيف والهش، أُسطورة “إسرائيل” الكبرى، سقطت في غضون أقل من أسبوعين، الأولى عملية البطل الأردني الجازي، والأُخرى، صفعة الصاروخ اليمني، الذي أصاب العدوّ بصدمة السابع من أُكتوبر من جديد خُصُوصاً ونحن على مشارف الذكرى الأولى للعملية المباركة.
مرحلة حرجة يعيشها كيان الاحتلال داخليًّا، في ظل تصاعد المظاهرات والمطالبة بعودة الأسرى من قِبل أهاليهم المستوطنين، وحالة اليمين المضاد لحكومة النتن ياهو المجرم الذين يرون حالة من الدحرجة السياسية الغبية، واللعب على طاولة المفاوضات، وتكريس حالة الاستمرار في العدوان والجرائم الكبيرة والجماعية بحق أبناء الشعب الفلسطيني، كحل لم ينتج سوى مضاعفة المعاناة وتدهور الأوضاع لدى كيان الاحتلال، في غير جبهة، وما يجده مستوطنو الشمال من الضربات البطولية لحزب الله، الذين بدأت وسائل إعلام عبرية تصرح عن تصرفات جماعة الإجرام حكومة النتن ياهو، التي فرزت أيديولوجيا بنية الكيان المحتلّ إلى سلالات بفعل الصاروخ اليمني العظيم الذي قلب طاولة العدوّ الداخلية وخططه الخارجية، وجعله في ظرف لا يُحسد عليه خُصُوصاً ووتيرة الجبهات تتصاعد باتّجاه شمال لبنان وما يتلقاه كُـلّ يوم من عمليات بطولية من المقاومة الإسلامية قي حزب الله.
الصاروخ اليمني الجديد، وضع معادلة جديدة هي الردع الخامسة، على أمل مسار متصاعد، تؤكّـد ذلك القوات المسلحة اليمنية خلال بيان العميد سريع حول الضربة اليمنية، إلى جوف وعقر كيان العدوّ.
مسارات من التخبط الأمريكي والإسرائيلي تتجه نحو الهزيمة الحتمية، مع وكلائهما في المنطقة الكيان السعوديّ والإماراتي، اللذين أبدى وزيرا خارجيتهما استيائهما من العمليات اليمنية البطولية وقوة الردع التي وصلت إليها اليمن في زمن قياسي، وفي ظل حصار وعدوان أمريكي سعوديّ، يضع كيان العدوّ ثقله على قطاع غزة وأبناء وفلسطين عامة، عبر جرائمه النكراء، والتي تبلغ عشرات الجرائم في اليوم الواحد، ظناً منه أنه يدفع المقاومة ثمن استهدافه، غير مكترث بشيء طالما والمعادلة التسليحية الأمريكية ما زالت تمده بكافة أنواع الأسلحة التدميرية والقاتلة.
المنهجية الأمريكية ذات البعد الإجرامي والتي أصبحت رمزاً للإجرام العالمي بلا شك، لن تنقذ كيان الاحتلال من كُـلّ تلك الجرائم لا عن طريق البارجات البحرية التي انسحبت أَو عن طريق القصف الجوي المُستمرّ وعدوانه على اليمن.
رسالة القوات اليمنية والقيادة الحكيمة، هو التصعيد بالتصعيد طالما استمر العدوان والإجرام والإبادة الجماعية بحق أبناء غزة وأهلنا في فلسطين، وما الضربة الماضية إلا فاتحة لما هو أعظم وأكبر وأشد تنكيلاً بإذن الله تعالى، وما هم عن صواريخ اليمن ببعيد.