“إسرائيل” ستزولُ خلال عامين.. هذا ما قاله ترامب
محمد حسن زيد
ترامب أعلن البارحةَ في أحد التجمعات الانتخابية أن “إسرائيل” ستزول من الوجود خلال عامين إن لم يتم انتخابُه في نوفمبر المقبل رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، وهو التصريحُ الثاني الذي أطلقه بنفس هذا المعنى منذ المناظرة الرئاسية الأخيرة والذي يُبيّن بشكل قاطع أن ما تعرض له الشعبُ الفلسطيني لم يكن ليتم ولم يكن ليستمرَّ ولن يبقى مستقبلًا لولا الدعمُ الغربي للعصابات الصهيونية!
لكن ما هو الخطرُ المباشر الذي يُهدّد بزوال “إسرائيل” حسب إشارة ترامب؟ إنها قوى الجهاد والمقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وإيران وعلى رأسها جميعاً يأتي حزبُ الله الذي يخوضُ حربَ استنزاف شرسة مع العدوّ الصهيوني منذ 8 أُكتوبر 2023 وحتى اليوم..
حزب الله الذي حشدت له “إسرائيل” منذ 2006 قوى الأرض كافةً، بما في ذلك فئة واسعة من العرب والمسلمين، تعرّض مؤخّراً لضربات أمنية مؤلمة أبرزها ضربة البيجر الإرهابية ثم استهداف قيادة قوة الرضوان واستشهاد قائدها إبراهيم عقيل وعدد من القادة معه، وقبل ذلك استشهاد القائد فؤاد شُكر وعدد من القادة العظماء قبله كالقائد وسام طويل والحاج أبو طالب وغيرهم..
لكن هذه الضربات جميعاً رغم حجمها فهي لن تُؤثر في حزب الله ولا في قدرته ولا في استمرار مقاومته وموقفه، بل هي ستزيده حضورًا وزخمًا وقوةً؛ لأَنَّها إنما أريقت إسنادًا لغزة التي خذلها جميع العرب والمسلمين باستثناء هؤلاء الصادقين ومعهم ثلة في اليمن والعراق وإيران..
إن أعظم ما يُدهِشُ هو أن تُشاهِدَ عربيًّا مسلمًا يشمَتُ في حزب الله وفي شهدائه ويُعيّرُهُ بعدم الردِّ على “إسرائيل” بينما يُعفي نفسَهُ من الانخراط في هذه المعركة التي تُستباح فيها غزة العزة بطريقة وحشية أيقظت العالم أجمع لكنها لم تُوقظ من أولويتهم دنيوية أَو مذهبية..
والأدهى أن هؤلاء أنفسهم يتهمون حزبَ الله بعمل مسرحيات مع “إسرائيل” رغم أنهم سعداء بما يتعرَّضُ له من ضربات إسرائيلية!
أيُّ تناقُضٍ هذا؟
أسوأُ من هذا التناقض المفضوح أنهم سعداءُ بضربات إسرائيلية يتم توجيهُها ضد عرب ومسلمين أثناء معركة تاريخية كطوفان الأقصى!
إن أُمَّـةً هذا هو موقفُها لا تستحقُّ النصر بل تستحقُّ الذل والهوان والخِذلانَ في الدنيا قبل الآخرة؛ لأَنَّ الله تعالى قضى لا مبدل لكلماته “إن الله لا يُغيّرُ ما بقومٍ حتى يُغيّروا ما بأنفسهم”.
أما حزب الله رغم تضحياته وجراحه فلا خوف عليه ولا هم يحزنون.. فهو إنما يؤدِّي واجبَه ثابتاً عليه صابراً في طريقه يُوجه لـ “إسرائيل” ضرباتٍ ببركة الله هي أشدُّ مما يُصِيبُهُ ويقودُ حربَ استنزاف استراتيجية تعصفُ بالأسس التي قام عليها هذا الكيان اللقيط؛ ولذلك تحَرّكت حاملةُ الطائرات الأمريكية وتمركزت قبالة لبنان بعد الضربات الإسرائيلية ضد حزب الله ويُصِرُّ ترامب أن “إسرائيل” ستزول من الوجود خلال عامين!
السلامُ على الشهيد القائد إبراهيم عقيل قائد قوة الرضوان ومؤسِّسها وعلى إخوانه القادة العظماء، نحتسبُهم جميعاً عند الله الذي لا يضيع عندَه شيء بعد الشهداء القادة إسماعيل هنية وفؤاد شكر وصالح العاروري وغيرهم..
نسأل الله تعالى أن يُلحِقَنا بهم صالحين غيرَ خزايا ولا مفتونين.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.