ماذا صنعت ثورة الـ21 من سبتمبر؟
ياسين العسكري
عادة ما تتحَرّك الثورات في العالم ويكون لها محركات ودافع وأسباب تجر الناس إلى الثورة على النظام القائم، قد يتساءل المتسائل عن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ما هي دوافع الثورة؟ وما هي أسبابها؟ وما حقّقت من نتائج في الواقع؟
ولمعرفة الدوافع والأسباب للثورة لا بُـدَّ من العودة إلى ما قبل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر والنظر إلى الوضعية التي كان يعيشها البلد من حالة الفوضى والانفلات الأمني والأخلاقي لدرجة القتل في الشوارع والتفجير في المساجد والاغتيالات لرموز وقيادات وشخصيات سياسية واجتماعية ودينية، وكانت البلاد تعيش حالة من الأزمات الحانقة لدرجة لا يجد البعض من الناس قوت يومه بينما من يلون أمر هذا الشعب بعضهم لا يستطيع القيام من تخمةِ الطعام الذي تناوله.
كان البلد يعيش حالة من التدخلات الخارجية على كُـلّ المستويات فعلى المستوى العسكري كان الأمريكي هو يتولى تدريب وتأهيل الجيش والتحكم به وتحريكه لخدمته متى شاء وأَنَّى شاء.
وعلى المستوى الأمني كان الأمريكي هو من يضع الخطط والبرامج الأمنية.
وعلى مستوى الخطاب الديني والتعليمي كان هو من يدرب الخطباء والمرشدين ويشرف مباشرة على وضع المناهج التدريسية.
ولا مجال للحديث عن بقية المجالات التي كان الأمريكي يشرف عليها.. فلذلك قامت الثورة ومن هذا الواقع انطلقت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر وهي تحمل المنطلقات والأسس التي تؤهلها للنجاح ونجحت وكان لها ثمار على أرض الواقع ولو لم يكن من بركاتها إلا أنها حقّقت لبلدنا الاستقلال عن التبعية للأمريكي وللغرب الكافر وأخرجتنا من دائرة الوصاية.
فلولا ثورة الحادي عشر من سبتمبر بقائدها الحكيم والمبارك لما رأينا شعبنا اليمني يتصدر العالم في مناصرة الشعب الفلسطيني والانتصار لقضيته ومظلوميته، ولما كان اليمن ليقف أمام أعتى القوى العالمية ليصرعها ويذلها أمام العالم اليوم! ولما كانت الصواريخ اليمنية اليوم تصل إلى عمق الكيان الصهيوني.. ولا غرابة في ذلك وقيادتنا من أهل بيت رسول الله ومنهجنا هو القرآن الكريم، والغاية والهدف هو رضا الله، وإقامة القسط، والعدل، وتقديم الشاهد على عظمة هذا الدين. فبحقٍ نقول واثقين بالله ومعتمدين عليه أن ما بعد ثورة الحادي والعشرين ليس كما قبلها.