ثورةٌ لعنفوان الشعب
أم المختار مهدي
شعبنا اليمني العظيم على طول الأزمان معروف بأنفته ورفضه للضيم والذل والخنوع، ثار بثورته الخالدة والمجيدة (ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر) للتحرّر من المشروع الأمريكي الذي كان يهدف للوصاية والهيمنة على اليمن وتقسيمه إلى أقاليم ونشر الفرقة والشتات والفوضى بين أبنائه، والذي كان يهدف أَيْـضاً لهيكلة الجيش وتفريغه من عناصر القوة وتجنيده من حَيثُ يشعر أَو لا يشعر لصالح الأمريكي، كما كان من أهم أهداف الأمريكي في اليمن هو إفساد المجتمع اليمني وإضلاله من خلال تقديم الثقافة الغربية له كثقافة بديلة عن الثقافة الإسلامية، وبالتي يصبح الحاكم الفعلي لليمن والمسيطر على قراراتها هو الأمريكي بما يحقّق له أهدافه، لكن بفضل الله تعالى، شاء الله أن ينقذ شعب الإيمان والحكمة من المؤامرات والخطط التي تُحاك ضده بالمشروع الأمريكي المدمّـر تحت قيادة آل البيت عليهم السلام.
كانت مشيئة الله أن يقوم الشعب بثورة الواحد والعشرين فتبرز نورًا في دياجي الظلام الحالك وأملًا في وقت يأس الشعب من صلاح أحواله، فغيَّرت الواقع المفروض لصالح اليمن وسيادته، قام بها الشعب وضحى تضحيات جسيمة؛ مِن أجلِ حريته واستقلاله وثبت وصمد الشعب حتى حقّق الله له النصر فكانت أنجح ثورة من بين ثورات الشعوب كلها.
من أهم إنجازات الثورة أنها: حفظت للشعب حريته واستقلاله وكرامته وأنفته.
أخرجت اليمن من تحت الوصاية والهيمنة الأمريكية فأصبح الشعب يملك قرار نفسه.
كما إن ما نعيشه اليوم من انتصارات في كُـلّ المجالات، السياسية والاقتصادية العسكرية والأمنية من ثمار هذه الثورة العظيمة.
نجد الفارق بين الشعوب التي خضعت وذلت وخنعت وبين شعبنا اليمني الذي ثار وصرخ، كيف هي راكدة في مستنقع الذل والعار، ساكتة على آلاف الجرائم والمجازر اليومية، أما الشعب اليمني فثائر كعادته، استطاع بفضل الله وبفضل صموده في ثورته أن يوصل طائرته وصاروخه إلى يافا ما تُسمى عبريًّا (تل أبيب)، واستطاع إيقاف الحركة التجارية للسفن المعادية في البحر الأحمر التي تزود العدوّ الإسرائيلي بما يحتاج له، وكذلك استطاع صناعة المجد في أنصع صفحات التاريخ من خلال مواقفه التي تفرد بها ومنها خروجه في كُـلّ جمعة؛ تضامنًا مع إخوتنا في غزة.
ستبقى ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر هي الثورة الخالدة والملحمة الفاصلة في تاريخ اليمن وعنوان الحرية والاستقلال وأول خطوات الشعب في صناعة تاريخه بنفسه إلى ما لا نهاية.