علامةٌ فارقةٌ في تاريخ اليمن

فاطمـة الـراشدي

على عتبات العام الحادي عشر من قيام ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر الثورة، التي قامت من بين كُـلّ ذلك الظلام والجور الذي كان يتلقاه الشعب اليمني.

نحن اليوم على عتبة عام جديد لأعوام مضت كانت فيها اليمن بلد مظلوم، لا حقوق له، لا يمتلك سيادة بحق نفسه وشعبه، جاءت ثورة الحادي والعشرين؛ لتعيد للشعب اليمني ما سُلب منه منذ عقود طويلة، فكانت ثورة هدفها الأولي: الحرية والاستقلال والحق في السيادة والكرامة، فكانت علامة فارقة في تاريخ اليمن وعلامة تحول ملحوظ بعد سنين طويلة من الارتهان والعمالة.

وفي الذكرى العاشرة للثورة المجيدة حقّقت اليمن الكثير من الإنجازات العظيمة التي شهد لها التاريخ على مر العصور؛ فما كانت إلا نقطة تحويل لتغيير جذري لم يشهده العالم من قبل.

من خلال ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر كان هناك الكثير من المنجزات ومن أهمها: إسقاط مشروع الهيمنة والوصاية على اليمن كاملًا، والذي كان الغرض منه تمزيق وتجزئة اليمن ونشر الفوضى والاغتيالات في كافة الأوساط فلم يبق أي مكان في اليمن إلا وطالته التفجيرات والفوضى الكبيرة والتي سببت الكثير من الهلع والخوف بين المواطنين فلم يعد للأمان مكان في اليمن.

كذلك بناء منظومة استخباراتية وأمنية قوية وفعالة لمواجهة شتى أنواع الحروب التي شُنت على اليمن حتى يومنا هذا.

فكانت ثورة 21 سبتمبر الفاصل والسد المنيع لكل المجريات التي جرت خلال الأعوام السابقة.

كما أنها شكلت الثورة حكومة ذات كفاءات عالية بعيدة عن التدخلات الخارجية والوصاية السعوديّة ومن خلفها الوصاية الأمريكية فتطهرت البلاد من كُـلّ عميل وفاسد وعابث بالممتلكات الوطنية.

وفي الجانب العسكري كان لها إنجازات ومنها: تم إعادة بناء وهيكلة الجيش الوطني الذي لم يكن منه فائدة تذكر، أصبح بعدها ذلك الجيش القوي والمتماسك، الحاضر بكل قوة وفعالية شديدة في الواقع العملي، فكان الداعم الأول في حفظ سيادة الشعب والمحافظة على الأمن والاستقرار في المحافظات المُحرّرة وفي إفشال العديد من المؤامرات المخطّطة من قبل العدوان لإسقاط الجبهة الداخلية لليمن.

كما ارتقت اليمن يوماً بعد يوم في كُـلّ المجالات: الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأمنية والصناعية، والتي من خلالها وصلت اليمن لأعلى مراتب التصنيع الحربي للسلاح المسيَّر والصواريخ ذات المدى الطويل والكفاءات العالية، التي وصلت إلى عمق الكيان الصهيوني آخرها صاروخ فلسطين 2 الفرط الصوتي الذي قطع آلاف المسافات واخترق أجواء معظم الدول خلال إحدى عشر دقيقة فقط؛ نصرةً للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، والتي لولا قيام هذه الثورة لما كانت اليمن اليوم أول المناصرين لغزة وفلسطين، ولولا هذه الثورة المباركة لكانت اليمن قد سبقت دول الخليج في التطبيع، ولكن وجود القيادة الحكيمة في اليمن، حال دون ذلك فجعل منا شعبًا عزيزًا يأبى الذل ولا يرضى بالظلم ويدافع عن المظلوم ولا يسكت عن حق يُسلب أَو ظلم يُرتكب.

وبينما كان اليمن بلداً فقيراً لا يمتلك السلاح ولا تلك الثروة التي تجعله الأقوى والأغنى بين الدول العالمية إلا أنه اليوم حقّق ما سعى له بثورته العظيمة؛ فأصبحت اليمن من ضمن أقوى الدول العالمية الصانعة للأسلحة القوية.

فما كانت ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر إلا بداية لمشوار طويل خاضته اليمن بمفردها حتى وصلت لما هي عليه اليوم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com