ماذا بعد امتلاك اليمن لتقنيات صناعة الصواريخ الفرط صوتية؟

محمد علي الحريشي

من أهم النتائج التي حقّقها صاروخ (فلسطين 2) الفرت صوتي اليمني على المستوى الدولي أنه كسر الهيمنة العسكرية والاقتصادية والسياسية والعلمية الأمريكية والغربية على العالم منذ عدة قرون، وهو امتلاكهم لتقنية صناعة السلاح الذي بواسطته احتلوا البلدان واستعمروا الشعوب ونهبوا ثرواتها وتكون النظام الرأس مالي الليبرالي الغربي، واليهود هم المستفيد الأول من تلك الهيمنة فهم من امتلك كبرى الشركات الرأس مالية وتحكموا في صناعة النظام الدولي الجديد، الذي تشكل عقب الحرب العالمية الثانية وبما يخدم مخطّطاتهم ومصالحهم، وهم من يقف خلف إثارة الفتن والحروب والصراعات بين الأقطار والشعوب على مستوى العالم، وهم من يقف خلف نشر الرذيلة والفساد والمثلية والإساءة إلى النبي محمد “صلى الله عليه وآله وسلم” وحرق المصحف الشريف، اليوم النظام الليبرالي الأمريكي الغربي وعلى قمته اليهود والصهيونية المسيحية قد أُصيبوا جميعاً بصدمة نفسية كبيرة؛ بسَببِ امتلاك اليمن لتقنيات تصنيع السلاح ومنه السلاح الصاروخي الفرط صوتي الذي من المؤكّـد أنه حقّق نقلة نوعية متقدمة في كسر الهيمنة الأمريكية الغربية في احتكار تقنية التصنيع العسكري.

تكمن الأهميّة أن التقنية التصنيعية العسكرية اليمنية قد تجاوزت آخر ما توصلت إليه التقنية التصنيعية الأمريكية والغربية في مجال الدفاعات الجوية وصناعة الصواريخ، اليوم أصبح قلب الكيان الصهيوني المحتلّ في فلسطين وكلّ منشآته الاقتصادية وقواعده العسكرية مكشوفة أمام الصواريخ اليمنية وصواريخ قوى محور المقاومة، بل أصبحت المصالح الأمريكية والغربية في منطقة الخليج تحت رحمة جحيم السلاح اليمني الحديث الذي لن تحول دونه في الوصول إلى أهدافه كُـلّ ما أوتي الغرب من تقنيات الدفاعات الجوية.

إن تحقيق اليمن لكسر الهيمنة التقنية العسكرية الأمريكية والغربية سوف يليه تباعاً كسراً لهيمنتهم الاقتصادية والسياسية على المنطقة العربية والعالم وذلك بتحكم اليمن بطريق التجارة الدولية عبر البحر الأحمر وبمقدرته على تدمير مصادر الطاقة في المنطقة الخليجية التي تستفيد منها أمريكا، أصبح اليمن بفضل الله وتأييده مهيَّأً لشل الاقتصاد الأمريكي والغربي في المنطقة العربية وعلى العدوّ الأمريكي أن يدرك أن القوة التي هزمت بوارجه الحربية في البحر الأحمر هي قادرة على تدمير مصالحه الاقتصادية في المنطقة.

لقد حقّق الجيش اليمني هزيمة بالتحالف العسكري الأمريكي الغربي في مرحلة تحالف العدوان العسكري على اليمن (من عام 2015 حتى عام 2022)، وحقّق هزيمة عسكرية وسياسية بالبحرية الأمريكية والغربية في معركة طوفان الأقصى، أمام السلاح الصاروخي والطيران المسيّر والقوات البحرية اليمنية، وتم فرض حصار بحري محكم على ميناء أم الرشراش في جنوب فلسطين المحتلّة، كُـلّ هذه الانتصارات تحقّقت من قبل أن يصبح اليمن يمتلك تقنيات صناعة الصواريخ الفرط صوتية والقادم أعظم.

اليوم يقف العالم على مشارف فترة تاريخية جديدة، تنتهي فيها هيمنة أمريكا على العالم، إلى فترة تاريخية جديدة سوف يكون لقوى محور المقاومة ولقوى الشعوب الحرة في العالم المكانة الدولية المتقدمة في تحديد ملامح المرحلة الجديدة القادمة التي سوف تكون إن شاء الله قائمة على مبادئ التعاون وقيم العدالة واحترام سيادة الشعوب وثقافاتها ورفض الظلم والهيمنة.

على الأنظمة الليبرالية الاستعمارية الغربية أن يدركوا أن زمانهم في طريقه إلى الزوال؛ لأَنَّ الشعوب المظلومة قد قدمت أنهاراً من الدماء وأكواماً من الدمار في مدنها.. ومقدراتها ثمناً لحريتها وكرامتها واستقلالها، وعلى الشعوب العربية والإسلامية وكل الشعوب الحرة في العالم إدراك حقائق التاريخ وتقلبات الجغرافيا السياسية، وأن زمن أمريكا والغرب الأُورُوبي الاستعماري في طريقه إلى النهاية والزوال.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com