لماذا تعادي أمريكا ثورة 21 سبتمبر المباركة؟
يحيى صلاح الدين
لماذا تقف أمريكا وإسرائيل على قائمة الأعداء لثورة الواحد والعشرين من سبتمبر، والحقيقة الواضحة أن هذه الثورة خلصت اليمنيين من الهيمنة وَالوصاية الأمريكية التي استمرت لعقود، وبذلك سقطت كُـلّ مخطّطاتهم الرامية لاستغلال ثروات الشعب اليمني والسيطرة عليه.
لقد تحقّق للشعب اليمني أهدافه المقدسة، كان يتمنى ويسعى لتحقيقها لعقود وقدم لأجل ذلك التضحيات، أكبر وأهم تلك الأهداف المقدسة هو هدف الحرية والاستقلال بمعناه الحقيقي الراسخ والثابت على مبدئين، لا اله إلَّا الله وعدم الخضوع إلَّا لله، والثاني التمسك والحفاظ على الهُــوِيَّة الإيمانية اليمنية؛ لأَنَّها حفاظ على الشرف العظيم الذي يعتز به والذي منحه الرسول الكريم لليمنيين (الإيمان يمان والحكمة يمنية).
الثورة أعادت السيادة والقرار للبلد؛ فعندما كان السفير الأمريكي يمتلك نفوذاً كبيراً على مؤسّساتنا الرسمية وَيفرض ما يريد في كُـلّ المجالات اقتصادية تعليمية وغير ذلك، وبعد ثورة سبتمبر فقدت أمريكا السيطرة واختلف الوضع تماماً، وباتت تعتمد أمريكا على الجواسيس والعملاء، الذين يتلاشى دورهم وتأثيرهم أَيْـضاً شيئاً فشيئاً نتيجة ليقظة وَقبضة أجهزتنا الأمنية الحديدية.
الشعب ينعم بالحرية والاستقلال هذه الأيّام بكل وضوح وتجل، عندما قرّر انطلاقاً من هُــوِيَّته الإيمانية اليمنية مساندته لفلسطين، في حين أن شعوب المنطقة من حولنا تعيش القمع والإذلال وَلا تجرؤ على التعبير عن موقف مساند وداعم لمظلومية أهلنا في غزة ورافض لجرائم الإبادة الجماعية الذي ترتكبها إسرائيل هناك.
استطاعت الثورة الحفاظ على الهُــوِيَّة الإيمانية ومواجهة الاتّجاه الخبيث الأمريكي الإسرائيلي الرامي لطمس هُــوِيَّتنا عبر ما يسمى الحرب الناعمة وتمييع وضرب القيم والأخلاق.
لذلك كان هدفاً هاماً للثورة هو الحفاظ على معالم الانتماء الإيمَـاني من خلال ترسيخ التمسك بالقرآن الكريم والاتباع له، وأن يكون مرجعية تحكم كُـلّ شيء في البلد، تحكم القوانيين والالتزام بحاكميته، وكذلك التمحور والتعظيم لرسول الله -صلى الله عليه وآله- والاتباع والاقتدَاء به.
وتمكّنت الثورة بفضل الله تعالى، من إيقاف التدهور المُستمرّ الذي كان حاصلاً في كُـلّ المجالات بمساعي وإشراف السفير الأمريكي، الذي كان يدفع بكل قوة لأن ينهار البلد حتى يتمكّن من التحكم بما يخدم أمريكا وإسرائيل وتدجين اليمنيين وفرض التطبيع وثقافة الغرب الكافر عليهم.
لكن حصل عكس ما أرادته أمريكا، وتم إعادة بناء الدولة على شكل صحيح بدءاً ببناء القدرات العسكرية والأمنية لخدمة شعبنا، وهذا بشكل واضح ويعيشه اليمنيون، قدرات عسكرية حتى وصلنا إلى الصواريخ الفرط صوتية لا تمتلكها سوى سبع دول فقط في العالم، وهذه القوة تسخر لتدافع عن بلدنا العزيز وتنطلق من مبادئنا الإيمانية.
تلك الأهداف التي تحقّقت بفضل الله تعالى، توضح لكل ذي عقل لماذا تقف أمريكا وإسرائيل على راس قائمة الأعداء لثورة الواحد والعشرين من سبتمبر المباركة، وهذا العداء يزيد الشعب اليمني تمسكاً بثورته وَقائدها الحكيم -سلام الله عليه- السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي.