مساندة غزة من ثمار ثورة 21 سبتمبر
صفوة الله الأهدل
ثورة 21 سبتمبر هي ثورة شعبيّة وطنية دعت إلى الحرية والاستقلال لهذا البلد، وتحدّت كُـلّ قوى الاستكبار العالمي التي فتكت بهذا البلد طيلة تلك العقود التي مضت دون أي رادع، وناهضت كُـلّ قوى النفاق والعمالة الذين كانوا يحيكون المؤامرات ضد هذا البلد وأبناء شعبه تحديدًا من السفارة الأمريكية بالعاصمة صنعاء، التي كانت منبعاً للشر والخطر وتفوح منها رائحة الخيانة والارتزاق كما شاهدنا ذلك في الشبكةِ التجسسية التي تم إلقاء القبض على عناصرها الذين يتبعون المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، قدّمت أبطالها وأرواحهم الطاهرة ودماءَهم الزكية في سبيل ذلك.
ثورة 21 سبتمبر أتت لتدعيم مخرجات ثورة 11 فبراير، وتأكيد لثورة 14 أُكتوبر، وتصحيح لمسار كُـلّ الثورات السابقة، وجعلت من أولوياتها نصرة المظلوم في أي بلد كان، ودعت للوقوف في وجه الظالمين والمجرمين، ليس هذا وحسب، بل وحملت على عاتقها الدفاع عن مقدسات الأُمَّــة ووجوب تحريرها من نجس اليهود ودنس المنافقين، وعملت لأجل تحقيق ذلك؛ بناء دولة قوية حرة ومستقلة، تصنع، تبتكر، تُطور، تُبدع للوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي في كُـلّ مجالات الحياة.
ثمرة ذلك الخروج المشرف في تلك الساحات، والصمود في تلك الخيام، والصبر الجميل على اعتداءات النظام؛ أنها انتقمت من طغاة الأرض والمجرمين، اقتصت لكل تلك الأرواح التي زُهقت في فلسطين طوال العقود التي مضت، ثأرت لتلك الدماء التي سُفكت ظلمًا في مران وفي ثورة 11 فبراير وما بعدها، بنت وأعدّت لعدوها ما استطاعت، جابهت كُـلّ قوى الاستكبار العالمي، وصنعت من المستحيل صواريخ فرط صوتية وطائرات مسيّرة وزوارق حربية.
من يُصدّق أن هذه الثورة المباركة ستصنع صواريخ بعيدة المدى؛ بل وفرط صوتية وزوارق حربية وطائرات مُسيّرة، يحمل بعض منها اسم: فلسطين، وآخر طوفان، وأُخرى يافا؛ لتضرب بها عمق كيان العدوّ الإسرائيلي في الجو والبر والبحر وتهدّد وجوده، وتُغرق وتُحرق سفنها وأساطيل أمريكا الحربية وحاملات طائراتها آيزنهاور وبوارجها الحربية التي أذلت وأخافت بها العالم في البحر الأحمر منذ عقود من الزمن، وستحاصر ثلاثي الشر “أمريكا وإسرائيل وبريطانيا” ومن يدور في فلكهم في البحر الأحمر والعربي والأبيض المتوسط والمحيط الهندي؛ نصرة للمظلومين في فلسطين وحتى يتوقف العدوّ الإسرائيلي عن غيه وعدوانه في غزة ورفح، وستجعل العالم يركع بين يديها!