ثورة الـ 21 من سبتمبر يومٌ من أَيَّـام الله
بشرى خالد الصارم |
يوم أتى لينزع ستار الوصاية الذي عمّ في كُـلّ أنحاء الجمهورية، ومن هذه الوصاية الخارجية استباحت الدماء وانتشر الظلم والطغيان، وحورب صوت الحق وضيق نفسه، بعدما أرسى الأمريكي جملة من المعطيات والمؤشرات السلبية على استغلال القرارات السياسية والسيادة اليمنية واستقرارها الأمني والاقتصادي والسياسي في فترة ما قبل ثورة الـ21 من سبتمبر المجيدة.
فتجلت تلك المعطيات الظالمة بشكل كبير وواضح إلى تفعيل استراتيجية الفوضى الخلاّقة وإشعال الفتن بين أوساط المجتمع اليمني وبين فئاته.
حكومة عميلة جعلت من الجمهورية اليمنية حديقة خلفية لأمريكا بكامل جيشها وأفرادها ومنتسبي الدولة ووجهائها وقبائلها.
فأتى يوم من أَيَّـام الله لشعبنا الثائر، وأتت نعمة الله الإلهية بقيادة قائد محمدي أوصل الشعب اليمني لهذا اليوم المحمود.
ومن عظيم نتائج هذه الثورة هي الحرية والاستقلال، بعد أن كنا بعيدًا كُـلّ البعد عن الحرية والاستقلال، بل كان قابعاً تحت ذل الوصاية والهيمنة السعوديّة والأمريكية، حَيثُ كان الحاكم الآمر الناهي آنذاك هو السفير الأمريكي عبر توجّـهات أمريكية غربية تمس استقلال هذا البلد وتمس عروبته ونضاله وشرفه.
وببزوغ فجر الـ 21 من سبتمبر، اليوم أصبح شعبنا يعيش حالة العزة والكرامة والشرف والحرية والاستقلال كناتج من نتائج أهداف هذه الثورة المجيدة، من خلال ملاحظة الفارق الكبير قبل هذه الثورة وبعد وجودها، وكيف كان اليمن بين الأمم والشعوب حتى في محيطه الإقليمي، كنا نجده شعباً يستخف به وبجيشه وبقواته المسلحة، ولا يؤبه به، وينظر إليه بعين الصغار، واليوم وبعد ثورة الـ21 من سبتمبر أصبح العالم بأكمله ينظر إلى اليمن كقوة إقليمية، وكمؤثر دولي وعالمي، وينظرون إلى هذا الشعب بأنه شعب استثنائي من بين شعوب العالم، ينظرون إلى هذا البلد على أنه أنموذج للبلدان من حَيثُ وعيه وإيمانه، من حَيثُ قدرته على مواجهة الصعاب والنهوض من بين ركام الدمار إلى سفوح الجبال الشاهقة، من حَيثُ قوته وصموده وثباته.
إلى أن تحقّق أسمى أهداف هذه الثورة؛ وهو ما وصل إليه شعبنا اليوم من مؤازرة ومناصرة ومساندة لإخواننا في فلسطين ونصر مظلوميتهم، ولولا هذه الثورة المجيدة لما كان لنا صوت يدحض الباطل، وينصر الحق، ويزيل الخنوع والذل القابع على أكتاف الشعوب ويكون لهم قُدوة ومرشد، شعب وقيادة وحكومة ناصرة مستنصرة للقضية الفلسطينية قولاً وفعلاً، مترجمة ذلك بالعمليات النوعية في البحر وفي الكيان الصهيوني، وذلك بفضل الله وبفضل هذه الثورة، وبفضل القيادة الحكيمة والرشيدة، بفضل قيادة السيد القائد /عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- وصلنا إلى ما وصلنا إليه من الانتصارات بدءاً من يوم 21 سبتمبر لعام 2014م إلى يومنا الحاضر.
هذه القيادة الربانية التي عرفت تحَرّك هذا الشعب وتحَرّك وجهته العظيمة المشرّفة، وتشعل فيه روح الانتصار وروح الجهاد السامي في سبيل الله، ورفض الخنوع والذل والوصاية الخارجية له، بعد أن كانت الوصاية تخمد ما فيه من نشاط جهادي، وتطفئ ما فيه من القوة والبأس والعنفوان ضد أي محتلّ، بل تضخم له العدوّ الأمريكي وتجعله يهابها ويهاب وجودها وغطرستها، وتوجد حالة الهزيمة في نفسه وبأنه غير مؤهل لمواجهتها وعدائها، إلى أن وصل الشعب في يومه المحمود إلى الاعتراف يقيناً وإيماناً بأنها مُجَـرّد قشة أمامه، وأعلن براءته منها ومن والاها وتحالف معها بكامل فئاته وتوجّـهاته قولاً وفعلاً، فأتى السيد القائد -يحفظه الله- يقود هذه الثورة بمعرفته بتاريخ هذا الشعب، وبمعرفته بأن هذا الشعب شعب مؤهل قوي ذو بأس شديد، وأنه شعب قادر على حمل أهداف هذه الثورة وتحقيقها بكل ثبات وإصرار، أتى السيد القائد ليترجم مقولة رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- “الإيمان يمان والحكمة يمانية”، فكان البلسم الشافي لكل ما يعانيه الشعب من جميع جوانب معيشته سواء أكانت الاقتصادية أَو السياسية أَو حتى الاجتماعية والقومية، فأدرك القائد -يحفظه الله- أن هذا الشعب يستحق أن يكون حراً عزيزاً شامخاً، يستحق أن يكون شعب ذو انتماء إيماني راسخ يستمد إيمانه من وحي القرآن ومن هدى الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- ومن آل بيته الأطهار، وبأن هذا الشعب لديه كُـلّ المؤهلات التي تجعله في هذه الهيئة التي وصفها الله في كتابه بأنه ذو بأس شديد، وقول نبيه أنه ليجد نفس الرحمن من قبل اليمن، وأنه شعب الفتوحات والانتصارات على مر العصور، فأصبح هذا القائد المنتظر له من الشعب اليمني الذي مد يده لهذا الشعب وأخرجه من دياجير الذل والظلام إلى أنوار العزة والكرامة، وأيقظهم من سباتهم ومن واقعهم ونهض بهم إلى هذه المكانة التي وصل لها هذا الشعب حكومة وجيشاً شعباً ونظاماً، التي هو أهل لها ويستحقها.
كانت ثورة الـ21 من سبتمبر يومًا من أَيَّـام الله، فسلامٌ لهذه الثورة المباركة وسلامٌ لقائدها العظيم، ولشعبها الثائر المجاهد الذي كان في محل رهان السيد القائد ولم يخب ظنه أبداً رغم أنوف كُـلّ الأعداء والمنافقين.