ثورةُ 21 سبتمبر.. مسيرةُ حرية واستقلال في مواجهة العدوان
شاهر عمير
في 21 سبتمبر 2014، شهدت اليمن واحدة من أهم الثورات في تاريخها الحديث، وهي ثورة شعبيّة جاءت استجابة لرغبة واسعة في التخلص من الوصاية الخارجية وحكم السفارات الخارجية وبناء دولة مستقلة ذات سيادة.
هذه الثورة، التي قادها السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -حفظه الله- لم تكن مُجَـرّد انتفاضة ضد الفساد وسوء الإدارة فحسب، بل كانت مشروعًا وطنيًّا شاملًا يهدف إلى التحرّر من التدخلات الخارجية والاحتلال غير المباشر الذي سعت القوى الإقليمية والدولية إلى فرضه على اليمن.
منذ انطلاقها، كانت ثورة 21 سبتمبر محط أنظار العديد من القوى التي رأت في هذه الحركة تهديدًا لمصالحها في اليمن والمنطقة، وكانت المؤامرات ضد هذه الثورة تحاك منذ أيامها الأولى، حَيثُ عمدت بعض القوى الدولية والإقليمية إلى محاولة إجهاضها، ولم تمر سوى ستة أشهر على انطلاق الثورة حتى شن التحالف السعوديّ عدوانًا واسعًا على اليمن، في محاولة لإفشال هذه الحركة الشعبيّة التي رفعت شعار الاستقلال والسيادة الوطنية، كان العدوان السعوديّ وحلفاؤه، مدعومين من قوى غربية كأمريكا وبريطانيا، يسعون إلى إعادة اليمن إلى حالة التبعية والسيطرة، ولكن إرادَة الشعب اليمني كانت أقوى.
تحت قيادة السيد عبدالملك الحوثي، حافظت الثورة على توجّـهها الثابت نحو التحرّر من الوصاية الخارجية، متحديةً كافة الضغوط والمؤامرات، السيد عبدالملك الحوثي أظهر حكمةً وشجاعةً في توجيه مسار الثورة، حَيثُ دعا إلى الصمود والمقاومة في وجه العدوان، مؤكّـداً أن اليمن قادر على تحقيق استقلاله مهما بلغت التحديات.
لقد كان لخطابات السيد الحوثي دور محوري في تعزيز الروح الوطنية لدى الشعب اليمني، حَيثُ قدم أنموذجًا للقيادة التي ترفض التنازل أَو الخضوع للضغوط الخارجية.
بعد ستة أشهر من انطلاق الثورة، جاء العدوان السعوديّ كخطوة واضحة تهدف إلى إفشالها، هذا العدوان لم يكن مُجَـرّد تدخل عسكري تقليدي، بل كان حملة شاملة استهدفت تدمير البنية التحتية لليمن، وزرع الفوضى، وتعميق المعاناة الإنسانية، وبالرغم من قسوة العدوان، وفرض الحصار الشامل، إلا أن الثورة وقيادتها نجحت في توجيه ضربة مضادة، متمثلةً في الصمود الأُسطوري للشعب اليمني، الذي تحدى القصف والحصار والعقوبات الاقتصادية، لم يكن الأمر مُجَـرّد مقاومة عسكرية، بل كان مقاومة وطنية شاملة، دافعها الأَسَاسي الحفاظ على السيادة والاستقلال.
على الرغم من كُـلّ تلك التحديات الهائلة، استطاعت ثورة 21 سبتمبر أن تحقّق إنجازات مهمة على عدة مستويات: أولًا، نجحت الثورة في الحفاظ على وحدة الشعب اليمني رغم محاولات التقسيم الطائفي والمناطقي.
وثانيًّا، أظهرت الثورة قدرة الشعب اليمني على الصمود في وجه أقوى التحالفات العسكرية، متحديًا كُـلّ محاولات فرض الهيمنة والسيطرة الخارجية.
وثالثًا، تمكّنت الثورة من الحفاظ على مسارها الوطني المستقل، رافضةً أية وصاية أَو تدخلات خارجية في شؤون اليمن.
أحد أبرز إنجازات الثورة هو موقف اليمن المشرف في دعم القضية الفلسطينية؛ فقد أكّـدت القيادة اليمنية مرارًا وتكرارًا أن الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم ليس مُجَـرّد موقف سياسي، بل هو واجب ديني وأخلاقي.
الشعب اليمني، الذي عانى من العدوان والحصار، لم يتخلَّ عن دعمه للقضية الفلسطينية، بل عزز من موقفه في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، مجسدًا بذلك أسمى قيم التضامن العربي والإسلامي.
رغم كُـلّ الإنجازات التي حقّقتها الثورة، إلا أن التحديات لا تزال قائمة، التحالف السعوديّ وحلفائه يواصلون العدوان على اليمن، والبلاد لا تزال تعاني من آثار الحرب والحصار، لكن روح الثورة لا تزال حية، والإرادَة الشعبيّة تزداد قوة وثباتًا.
السيد عبدالملك الحوثي، بفضل قيادته الحكيمة، نجح في توجيه اليمن نحو مسار الاستقلال والحرية، مؤكّـداً أن الثورة لن تتوقف حتى تحقّق كامل أهدافها.
اليوم، وبعد سنوات من الصمود، تواصل ثورة 21 سبتمبر مسيرتها نحو بناء دولة يمنية مستقلة وذات سيادة، ترفض الوصاية والتبعية لأية قوة خارجية.
اليمن، الذي خرج من تحت أنقاض الحرب، يواصل نضاله؛ مِن أجلِ مستقبل مشرق، مستقبل يسوده السلام والعدالة والاستقلال.
إن ثورة 21 سبتمبر 2014 ليست مُجَـرّد حدث تاريخي عابر، بل هي علامة فارقة في مسار اليمن نحو الحرية والسيادة، هذه الثورة، التي قادها السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، كانت وما زالت رمزًا للصمود والتحدي في وجه العدوان والمؤامرات الخارجية، واليوم، تستمر الثورة في تحقيق أهدافها، مستمدة قوتها من إرادَة الشعب اليمني الذي قرّر أن يستعيد استقلاله وكرامته.