ثورةُ التغيير
عبدالواحد الشرفي*
إنّ الحالة الحقيقية هي التي تأخذ زمام المبادرة في عملية التغيير، وثورة الواحد والعشرين من سبتمبر تستمد قوتها وأهميتها من قدرتها على التغيير الواسع في كُـلّ بنيات المجتمع، وما يتصل بحياة الإنسان اليمني واستقلال دولته وقرارها السياسي؛ فالثورة نقلت اليمن من مرحلة استلاب قراره السياسي إلى مرحلة هامة وَموقع متقدم مكنته من التأثير في مجريات الأحداث في منطقتنا العربية والعالم، وهذا ما كان له أن يتم إلا بفضل قدرة ثورة التغيير على استعادة دور وبناء الجيش اليمني وقدراته التسليحية وتقوق صناعته الحربية، التي أصبحت تضاهي بفعاليتها في الميدان قدرات جيوش الدول المتقدمة، والتي تمتلك خبرات وإمْكَانات كبيرة، وفي كُـلّ مرحلة يفاجئ الجيش اليمني قوى الاستكبار بتصنيعه لأسلحة متطورة ذات تقنية متقدمة، وما زال جيش بلادنا يوجد في جعبته المزيد من الإنجازات العظيمة على صعيد التسليح أَو بناء قدرات أفراد وعناصر قواته المختلفة.
وفي ظل مرحلة زمنية قصيرة استطاعت ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر الخالدة أن تحقّق العديد من الإنجازات، وفي مقدمتها أنها حافظت على ما تبقى من مؤسّسات الدولة ومنعت من عملية انهيارها وشللها واستعادة دور الدولة الخدماتي في مجال تحقيق الأمن والاستقرار في المناطق المحرّرة وتقديم خدمات هامة في مجال المياه والكهرباء والطرق وإعادة صيانتها وشق البعض منها في المناطق الريفية وبمبادرات مجتمعية، كما أنها اهتمت بالجانب الزراعي من خلال توعيتها للمواطنين بأهميّة الزراعة وساعدت في إعادة استصلاح الأراضي الزراعية وزراعة مساحات واسعة من المناطق الزراعية، في محاولة حثيثة للوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي.
وفي المجال الصحي استطاعت وفي أوقات قياسية محاصرة انتشار الأوبئة والأمراض التي جلبها تحالف العدوان، والتي كانت هي إحدى أدوات أسلحته التدميرية التي أراد أن تلحق الضرر بالشعب اليمني وبدولته الفتية المتحرّرة من رقاب الاستعمار المباشر وغير المباشر والهيمنة والوصاية الخارجية.
وما زالت ثمار ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر تؤتي ثمارها من خلال تشكيل حكومة التغيير والبناء، والسير في مجال إصلاح القضاء لتحقيق أهدافها السامية في التغيير إلى الأفضل واجتثاث الفساد الذي هيمن على مفاصل الدولة اليمنية منذ عقود مضت، وإعادة الأمل لدى أبناء شعبنا العزيز في تحقيق حلمه وأمله المنشود في بناء دولته الحرة والمستلقة التي توفر له العيش بكرامة وحرية وعزة.
* عضو مجلس الشورى