طُوبى لهُ في ذِكراه
ماجد الكحلاني
يرحلون ويبقى ضوءهم يبدد وحشة ظلمتنا .. يرحلون ويبقى أريجهم يضوع في جنبات مساراتنا المتوضئة بإنسانيتهم .. يرحلون وتبقى ذكرياتهم نياط أمل .. وطمأنينة طريق .. يرحل الشهيد وفي ذاكرته حلمان .. حلم أخروي.. وحلم دنيوي .. فأما الأخروي فبينه وبين خالقه .. أما الدنيوي فقد كان الشهيد الاعلامي مجدالدين نجيب القطاع شعلة حياة لا تنطفئ.. وألق طموح لا يتلاشى.. ونشاط متصل لا يكاد ينقطع إلا ليغدو حقيقة أحلامٍ سار بكل ما أوتي من يقينٍ لتحقيق ما أمكن منها .
وحين صعد إلى السماء واصل رفاقه تحقيق ما تيسّر من أحلامه والتي لم تكن أحلاماً شخصية بقدر ما هي أحلام وطن ومسيرة ناصعة كبياض قلبه .. لهذا لم نسترح منذ رحيله حتى يتحقق حلمه باستمرارية تأسيسه لأول شبكة للإعلام الحربي توجت باشهارنا لموقعها الرسمي على الشبكة العنكبوتية “شبكة المجد للاخبار والمعلومات” كأول موقع اخباري متخصص بالأعلام الحربي المقاوم تزامناً مع مرور ذكرى إستشهادة الاولى المصادفة في ١ اغسطس من كل عام . كان رحمه الله أكثر مواكبة للأحداث الحربية وغيرها منذ بدايتها، ومن السباقين للنزول الميداني لتوثيق جرائم العدوان.
تشهد بذلك صفحاته الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر وتيلجرام والمئات من مجموعاته على الواتساب، واستشهد وهو عائد من رحلة توثيقه لجريمة العدوان على المخا . كان شهيد الإعلام مجد الدين نجيب القطاع من أوائل الشباب ممن التحقوا بالمسيرة القرآنية بمحافظة عمران وله مواقف وإسهامات عده تركت اثر في قلوب الآخرين. وكان رحمه الله ملتزماً بسلوكه الحسن وأخلاقه الرفيعة، متمثّلاً بالقيم الإنسانية التي استمدها من عظمة الإسلام وألق الفكر القرآني الذي حمله بين جنبيه حتى لحظة رحيله عن دنيانا الفانية . لا أدري ماذا أتحدث عن شابٍ مجاهد مخلصا في ولاءه لله والوطن، رحل من بيننا جسداً لكن روحه ترفرف في ذاكرة أعماله ومسيرته الرائدة .
وحسبنا أنه رسم في ذاكرة أهله ورفاقه ومحبيه هذه القيم النبيلة، وتلك الاعمال الخالدة ، وذلك العنفوان المتألق مهما بَهُتَ الزمن .. المجد والخلود لك يا مجدنا الغالي، ولكل شهداء الوطن الذين قدموا أرواحهم دفاعا عن دينهم وأمتهم ووطنهم الأبيّ والعصيّ على مؤامرات العدوان الغاشم