في رحاب الخالدين يا سيدَ الشهداء.. وعدتَ فأوفيتَ ونلتَ ما تمنيت
طارق مصطفى سلَّام*
في محراب الجهاد المقدس وعلى طريق القدس ارتقى حبيب الأُمَّــة وقائدها الشجاع المقدام وحفيد رسول الله السيد العلم المؤمن المجاهد حسن نصر الله شهيداً، لقد نال السيد المقاوم باستشهاده ما تمناه، ويا لها من خاتمة عظيمة وهو يفدي بروحه المقدسة فلسطين الحرة وأقصاها الشريف، ونعم الخيار ونعم الدرب يا أبا هادي.
إننا اليوم ونحن ننعى سماحة السيد المجاهد حسن نصر الله، بقلوب مكلومة ومشاعر يسودها الحزن لا ننسى أن هذا الطريق الكريم كان هو ما ينشده قائدنا ويردّده في كُـلّ خطاباته وأحاديثه وكتاباته، ولقد كان أشهرها (هذا الطريق سنكملُه، لو قُتلنا جميعاً، لو استُشهدنا جميعاً، لو دمّـرت بيوتنا على رؤوسنا، لن نتخلّى عن خيار المقاومة الإسلاميّة) فالسلام عليك يا مولاي يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيًّا، وعهداً أن نكمل الطريق يا سيد الأقوياء متماسكين وأن نجعل من دمائك الطاهرة وقوداً مستعراً يلتهم الأعداء والمجرمين في كُـلّ زمان ومكان.
لقد مثّل رحيلُ الشهيد المجاهد والسيد الأسمى والأقدس العلم الحجّـة الحبيب حسن نصر الله، فاجعة كبيرة للشعب اليمني المقاوم لما مثلته المواقف الشجاعة والمخلصة لسماحة السيد تجاه اليمن طيلة أمد العدوان على اليمن؛ فلقد كان وما زال الشهيد السيد حسن نصر الله في وجدان اليمنيين رمز العزة، والشموخ، والكرامة، والحرية، والإباء، وهو خالد مخلد حاضر في وجدان وقلوب كُـلّ أبناء اليمن.
إن مواقف السيد الشهيد مع المقاومة الفلسطينية والأمة العربية والإسلامية عُمُـومًا واليمنيين خُصُوصاً ستظل خالدة وشاهدة على صدق وإخلاص هذا القُدوة والعلم الصادق تجاه أمته وقضيته، وهي مصدر إلهام واعتزاز لكل أحرار هذه الأُمَّــة، كيف لا وقد ظل سماحة السيد طيلة عقد من زمن العدوان على اليمن يتابع باهتمام بالغ كُـلّ تفاصيل المعركة، وكان حاضراً بقلبه ومشاعره المخلصة طيلة تلك الفترة، وقد جسد ذلك الموقف بخطاباته الكثيرة، ولعل أبرزها في ثاني أَيَّـام العدوان على اليمن ودموعه الزكية التي ذرفت؛ مِن أجلِ معاناة الشعب اليمني في موقف خلده اليمنيون وزادهم حباً وإخلاصاً لهذا القائد البطل سلام الله عليه ورضوانه.
إننا اليوم ونحن نعيش هذه الفاجعة الكبيرة والخسارة الفادحة وبقلوب محتسبة راضية بهذا المصاب الجلل إذ نبعث بخالص العزاء والمواساة إلى السيد العلم المجاهد السيد عبدالملك الحوثي، الذي فقد أخاً عظيماً ورفيقاً مجاهداً، وأسرة الشهيد وكلّ أحرار الأُمَّــة ومقاومتها وأبطالها الشجعان، وبرغم حزننا على فقيدنا العظيم إلا أن هذا الألم لن يزيدنا إلَّا قوةً وبأساً وعزماً على مواصلة الطريق الذي بدأ به السيد المجاهد حسن نصر الله رضوان الله عليه، وسنواصل إلى يوم القيامة جيلاً بعد جيل.
* محافظ محافظة عدن