الشهادةُ كوسام وزيادة قوة المقاومة
صالح القحم
يشكل استشهاد السيد حسن نصر الله، خسارة كبيرة للأُمَّـة، فقد كان رمزًا للمقاومة والتحرّر، لقد قاد حركات التحرّر بشجاعة وإقدام، مرتكزًا حول القضية الفلسطينية والأمّة العربية، أثبتت قيادته الحكيمة أنها قادرة على مواجهة التحديات الكبيرة، مقدمةً دروسًا في التضحية والمثابرة، لقد حظي باحترام واسع من قبل مؤيديه ومنظمات التحرّر، وترك بصمة لا تُمحى في التاريخ المعاصر.
تعتبر القيادة الفعالة عنصرًا حاسمًا في نجاح حركات التحرّر؛ فالقائد يلهم الجماهير ويجمعها حول هدف مشترك، مما يخلق طاقة دافعة للتغيير.
لقد كان السيد نصر الله مثالًا على هذه القيادة، حَيثُ تمكّن من توحيد الصوت المقاوم ضد التحديات الخارجية، بأُسلُـوبه الفريد من نوعه، استطاع أن يجعل من المقاومة قضية عالمية، تتجاوز حدود بلده لتؤثر في شعوب الدول الأُخرى.
لقد كان للسيد نصر الله دور بارز في مقاومة احتلال “إسرائيل”، إذ قاد العديد من العمليات البطولية التي أظهرت قوة المقاومة، من خلال استراتيجيته العسكرية الفذة، تمكّن من تحقيق انتصارات متتالية ضد الاحتلال، مما عزز الثقة في صفوف المجاهدين، لقد أظهر بشكل مُستمرّ أن العزيمة والإرادَة القوية يمكن أن تتفوق على الآلة العسكرية المتفوقة، برزت هذه التجارب في سياق الصراع العربي الإسرائيلي، حَيثُ كان لقيادته دور محوري في ترسيخ مفاهيم التحرير.
يعتبر النضال؛ مِن أجلِ الشهادة وسامًا لا يُقدّر بثمن في ثقافة المقاومة؛ فالسيد نصر الله لم يكن يتردّد في دعم هذا المبدأ، مُشيراً إلى أن الشهادة تعتبر نصرًا في حَــدّ ذاتها، ارتبطت حياته ومسيرته بجهاد نبيل، وأصبح أنموذجًا يُقتدى به في التضحية والإخلاص.
إن استشهاده يؤكّـد على أهميّة النضال المُستمرّ، حَيثُ تُعتبر دماؤه المقدسة دافعًا لتعزيز قوة المقاومة ومواصلة الطريق نحو النصر.
توالت ردود الفعل من مختلف أنحاء العالم بعد رحيل السيد نصر الله، مما يعكس التأثير الواسع الذي تركه، عبّرت شخصيات سياسية ومنظمات حقوقية عن تعازيها، مؤكّـدة على أهميّة عمله في تعزيز القضايا الإنسانية، لم يكن رحيله مُجَـرّد فقد لقائد فقط، بل كان زلزالًا في مربع السياسة العالمية، حَيثُ كانت له مكانة مرموقة في محافل النقاش حول السلام والأمن.
سيسجل التاريخ اسم السيد حسن نصر الله، كأحد أعظم قادة حركات التحرّر في العصور الحديثة، لقد حقّق إرثًا عظيمًا من خلال جهوده المخلصة لتحرير أرضه ودعم القضايا العادلة، ستبقى دماؤه المقدسة عاملاً مؤثراً في مسار المقاومة، وملهمًا للأجيال القادمة، إن تأثيره سيتجاوز حدود الزمن، مُبرزًا عمق الأثر الذي أحدثه في قلوب الجماهير.
إنا لله وإنا إليه راجعون، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.