استشهادُ الأمين العام: “طوفان الأقصى” يتجدَّد والمعركة لن تعيدَ فصولها من جديد
هنادي محمّد
* وعلى طريق القدس، وفي المعركة المركَزية الأُمِّ، تلقّت أمتنا العربية والإسلامية بالأمس نبأَ ارتقاء سيّد المقاومة الإسلامية، الأمين العام لحزب الله سماحة الشهيد القائد/ حسن نصر الله، في عملية اغتيال بقصفٍ صاروخي استهدف الضاحية الجنوبية في لبنان.
وقعُ هذا الخبر على مسامع محور الجهاد والمقاومة وجمهورهما كان صعبًا بحجمِ هامة ومكانة الشهيد القائد في نفوس كُـلّ الأنصار والأحرار والثوار؛ في المقابل فَــإنَّ الأثرَ التي تركهُ هذا الحدثُ كان بمثابة إشعالِ نارٍ مستعرة لن تنطفئَ إلا بهزيمة الكيان الصهيوني المجرم أولًا، ثم بزوالهُ ثانيًّا وأخيرًا.
سماحة السيد حسن نصر الله باستشهاده يكون قد نال الحسنيَين، النصرَ الذي حقّقه منذ ثلاثين عاماً وحتى اللحظات الأخيرة من حياته ضد الكيان الصهيوني، والشهادةَ التي ظفر بها وهي مما تمنَّتهُ روحُه الطاهرة وطلبتها بشغفٍ وشوق.
يعتقدُ الإسرائيلي ضمن حساباته الخاطئة أنه باستهدافِه قائدًا عظيمًا كبيرًا كالشهيد حسن نصر الله يكونُ بذلك قد حقّق إنجازًا كَبيراً يوفّر له السلامة والاستمرار في طغيانه وإجرامه ضد أبناء غزة وشعب فلسطين المظلوم؛ لكن ما يعرفُه أَيْـضاً ويحاول أن ينساه جاهدًا أنّ كُـلَّ محور من محاور الجهاد والمقاومة شارك في معركة “طوفان الأقصى” وهم يدركون كُـلّ النتائج التي سيصلون إليها، من ضمنها الحصارُ والاستهدافُ العسكريّ وارتقاءُ شهداءَ وسقوط جرحى؛ لذا العدوُّ الصهيوني لم يأتِ بجديدٍ مبهرٍ ليس في الحسبان بحيث يحصل تراجُعٌ أَو انخفاضٌ في عملية التصعيد العسكري؛ إسنادًا ودعمًا ودفاعًا عن أهالي غزة.
ارتقى سماحتُهُ شهيدًا ونحن على مقرُبةٍ من شهر أُكتوبر الطوفاني وسنويته الأولى، وهذا تشريفٌ لهُ ولمواقفه وميدانه الذي لم تتوقف نيرانُه على مرمى العدوّ الصهيوني، وحينما كان يقولُ للعالم على الدوام: عيونُكم على الميدان وعلى ما ترون؛ ولقد رأينا قوةَ الحق وثباتَه وصلابتَه وشدةَ بطشه على الكفار، في الوقت الذي قعد وتخاذل بل وشارك مع الإسرائيلي العديدُ من الأنظمة المتواطئة ممن تُحسَبُ على الإسلام والمسلمين، ولم تحَرّك ساكنًا طوالَ هذه المدة الطويلة على المظلومين، والقصيرة الهينة على العبيد المرتهنين المطبعين.
وبهذه المناسبة الأليمة، أستطيع القولَ بكل وضوح وثقة إن “طوفان الأقصى” تجدد، والمعركة لن تعيد نفسَها من جديد.. بل سنرى من الفصول ما لم نعهَدْهُ من قبلُ على يد محور المقاومة، وستكون سنويةُ أُكتوبرية تشفي صدورَ قومٍ مؤمنين، بـ ألم..!، والعاقبةُ للمتّقين.