حدادٌ عامٌّ وتنديدٌ بالجريمة.. ردودُ فعل غاضبة على اغتيال سماحة السيد نصر الله

المسيرة | متابعة خَاصَّة

توالت ردودُ الفعل المندّدة والمتضامنة مع شعب لبنان ومقاومته بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، الجمعة، في غارةٍ صهيونية غادرة على ضاحية بيروت الجنوبية.

وبدأت، السبت، ردودُ الفعل في التواتر، وجاءت بالخصوص من لبنان وفلسطين ومقاومتها ومن اليمن وسوريا والعراق، حَيثُ أعلن الحداد في هذه البلدان ثلاثة أَيَّـام على استشهاد السيد نصر الله، كما توالت الردود أَيْـضاً من إيران وروسيا.

في التفاصيل؛ أكّـد قائد الثورة والجمهورية الإسلامية في إيران، سماحة السيد علي الخامنئي، أنّ مسيرةَ ومدرسة سيد المقاومة، الأمين العام لحزب الله، الشهيد السيد حسن نصر الله، ستستمران.

وأعلن السيد الخامنئي، في بيانٍ، أنّ الأَسَاس الذي أرساه في لبنان، ووجّه من خلاله سائر مراكز المقاومة، لن يزولَ بغيابه بل سيزدادُ قوّةً وصلابةً، مشدّدًا على أنّ ضربات المقاومة على الهيكل المستنزف للكيان الصهيوني ستصبح أكثر قسوة.

وشدّد على أنّ بركاتِ جهاد الشهيد السيد نصر الله الممتدة لعقود لن تضيع، وأن دماءَه لن تذهبَ هدراً كما لم تذهب دماء الأمين العام الأول الشهيد السيد عباس الموسوي، ومعلناً الحداد 5 أَيَّـام في إيران بمناسبة ارتقاء السيد حسن نصر الله شهيداً.

 

فصائلُ المقاومة الفلسطينية: هذه الدماء الطاهرة ستعبّد بنورها طريقَ شعبنا ومقاومتنا

في الإطار؛ نعت حركة المقاومة الإسلامية حماس “إلى شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم استشهاد سماحة السيّد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، الذي ارتقى شهيداً مع ثلة من إخوانه القادة، في معركة طوفان الأقصى وعلى طريق القدس، وإسناد شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة في مواجهة العدوّ الصهيوني”.

وأكّـدت حماس أنَّ “الاحتلال الصهيوني يتحمّل المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة وتداعياتها الخطيرة على أمن واستقرار المنطقة، كما تتحمَّل الإدارة الأمريكية المسؤولية باستمرار دعمها لهذا الاحتلال سياسيًّا ودبلوماسيًّا وعسكريًّا وأمنيًّا واستخباريًّا، ومواصلة صمتها وتقاعسها عن إدانة وتجريم ووقف هذا الإرهاب الصهيوني المتصاعد ضدّ الشعبين الفلسطيني واللبناني”.

وشدّدت “لقد أثبت التَّاريخ أنَّ المقاومة ضدَّ العدوّ الصهيوني، بكافة فصائلها وأماكن وجودها، كلَّما يمضي قادتها شهداء، سيخلفهم على ذات الدَّرب جيلٌ من القادة أكثر بأساً، وأشدَّ قوَّة وإصراراً على مواصلة المواجهة مع هذا العدوّ الصهيوني حتى دحره وزواله عن أرضنا ومنطقتنا”.

من جهتها، قالت كتائبُ الشهيد عز الدين القسام: إننا “اليوم نودع قائداً مجاهداً تصدر قائمة المطلوبين للكيان الصهيوني وانتقل حزب الله خلال فترة قيادته نقلةً نوعيةً وأصبح أكثر قوةً وبأساً، كما شكّلت قيادته للحزب رافعةً مهمةً للعلاقة مع المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها كتائب القسام، لم يتوانَ خلالها عن تقديم كُـلّ ما يلزم مقاومتنا من دعم وإسناد واحتضان وخبرات”.

وبكل فخرٍ واعتزاز، وبتسليمٍ تامٍّ بقضاءِ الله تعالى، وبثقة كاملة بوعد الله بنصر عباده المؤمنين، نعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إلى شعبنا الفلسطيني العزيز، وإلى الأُمَّــة العربية والإسلامية، استشهاد الأمين العام لحزب الله، سماحة السيد حسن نصر الله، إثر غارة صهيونية حاقدة.

وقالت الحركة: “وإننا، إذ نشعر بألم الفراق ومرارته، وبفداحة فقدان هامة عربية وإسلامية مقاومة، اختطت طريق النصر للأُمَّـة، فَــإنَّنا في الوقت ذاته نشعر بالفخر بإرثه المبارك بعشرات الآلاف من المجاهدين والكوادر والقادة الذين تربوا على نهج سماحته، على طريق الشهادة وفلسطين”.

سرايا القدس في رسالةٍ لحزب الله قالت: “من قلب فلسطين ومن ميادين القتال والمواجهات، نؤكّـد أن العدوّ قد ارتكب حماقة لم يحسب تبعاتها، ونحن على ثقة بكم وسنرى بأسكم وجهادكم نافذاً بحول الله، وسنبقى الأوفياء للقدس وفلسطين ولدماء أبناء شعبنا الفلسطيني المجاهد ولكل الشهداء العظام السائرين على طريق القدس”.

من جانبها، نعت قيادة لجان المقاومة في فلسطين وذراعها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين، الشهيد القائد الكبير درة المقاومة وتاجها ونبراسها سماحة السيد حسن نصر الله.

وأكّـدت “سيبقى القائد الشهيد نهجاً وضاءاً وهادياً لكل السائرين على طريق القدس، طريق عزة الأُمَّــة وكرامتها وسيبقى فكره وخطه الثوري المقاوم منارة لنا ولكل أبناء الأُمَّــة الاوفياء حتى الانتصار الحتمي وتحقيق الوعد الإلهي بزوال الكيان الصهيوني”.

بدورها؛ نعت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين “قائد المقاومة وسيد الشهداء وملهم جيل بأكمله، السيد “أبو هادي”، وثلة من القادة المقاومين الأبطال الذين استشهدوا في جريمة اغتيال صهيونية جبانة في الضاحية الجنوبية ببيروت، بتنسيق وتخطيط مع العدوّ الأمريكي المجرم.

من جهتها، نعت حركة المجاهدين الفلسطينية بمزيد من آيات الجهاد والمقاومة وبمزيد من الفخر والاعتزاز الشهيد القائد الإسلامي المجاهد الكبير سماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني.

بدورها؛ زفت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين سيد المقاومة وشهدائها القائد الكبير والأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصر الله.

 

مواقفُ عراقية معزية: من أبطال ميادين الجهاد والتاريخ سيخلد ذكراه

وجّه رئيسُ مجلس الوزراء العراقي “محمد شياع السوداني” بإعلان الحداد العام في جميع أنحاء العراق لثلاثة أَيَّـام؛ تأبيناً لاستشهاد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في العدوان الصهيوني الآثم.

وقدَّمَ مكتبُ المرجع الأعلى السيد علي السيستاني، السبت، التعازي باستشهاد الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله وأكّـد أن الشهيد الكبير كان انموذجاً قياديًّا قلّ نظيره في العقود الأخيرة.

بدوره، عزّى المرجع الديني الشيخ “بشير النجفي”، وقال: “نبارك لابن الزهراء (عليها السلام) نيله الشهادة التي كان يتمناها، والتي جاءت على يد فراعنة العصر أولاد ‏قتلة الأنبياء؛ ليلتحق بأجداده الأطهار والصدّيقين والشهداء والصالحين، وحسن أُولئك رفيقاً”.

من جهته، نعى رئيس تيار الحكمة السيد عمار الحكيم، وقال: “بقلوب يعتصرها الألم، وبمزيد من الرضا والتسليم لقضاء الله وقدره، ننعى إلى العالم الإسلامي، ننعى سليل الحسب الطاهر، الذي لبى نداء ربه، مضمخاً بنجيع الشهادة، سائراً في درب أجداده الميامين من أنبياء وأئمة وأولياء صالحين، ليلتحق بركب النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أُولئك رفيقاً”.

كما نعى ديوان الوقف السني العراقي، والمجلس الأعلى مؤكّـدان على أن “العراق وشعبه سيبقى داعما ومناصرا ومساندا للبنان وشعبه، رمز الإرادَة الحرة والشجاعة لهذه الأُمَّــة التي تمثلت بهذا الشهيد الخالد”.

من جهته؛ أكّـد الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق الشيخ “قيس الخزعلي”: إن الأمين العام للمقاومة الإسلامية حزب الله في لبنان السيد الشهيد حسن نصر الله ألحق بالصهاينة مر الهزائم وصنع الانتصارات، وقال: إننا “نجدد العهد لروحه الطاهرة ولأرواح جميع الشهداء الأبرار، بالمضي على نهجه والثبات على سبيله، والاستمرار بمقاومة الأعداء المحتلّين حتى تحقيق كامل الأهداف”.

بدوره؛ قال رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفيّاض معزياً باستشهاد السيد حسن نصر الله: “كان شهيدنا العظيم مناراً وفخاراً وملاذاً لكل المقاومين البواسل والأحرار”، مُضيفاً، “لم تخلُ منه ساحة ولم تفتقده منازلة ولم يتنازل عن مبدأ ولم يساوم على قضية فلسطين الأبية، أيها الشهيد العظيم كنت كابوساً مريعاً للصهاينة الغادرين في حياتك وستظل كابوسهم بعد ارتقائك وشهادتك”، مؤكّـداً أنّ “المقاومين الذين علمتهم لن يتوانوا ولن يثّاقلوا عن إكمال الطريق ولن يرجعوا أبداً حتى تحقيق النصر والصلاة في القدس عاجلاً”.

ومن جانبه، قال السيد مقتدى الصدر: “وداعاً يا رفيق المقاومة والممانعة. ونسأل الله تعالى أن يلتقي جميع المقاومين عند رسول الله ووصيه الإمام علي وحفيده الإمام الحسين صلوات الله عليهم. وأعلن السيد مقتدى الصدر الحداد في العراق لـ 3 أيام”.

وتوالت التعازي من “حزب الدعوة والإطار التنسيقي، وكتلة دولة القانون النيابية، وتحالف قوى الدولة، ومن مجلس النواب العراقي الذي نظم وقفة تضامنية مع لبنان ضد العدوان الصهيوني”.

 

مواقف لبنانية معزية: نمضي قُدُماً على نهجه وبتصعيد المقاومة

في الإطار؛ توالت المواقف من الأحزاب وشخصيات اللبنانية المندّدة بالجريمة النكراء التي ارتكبها العدوّ الصهيوني باغتيال سماحة الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصر الله.

ونعى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري السيد حسن نصر الله، وقال: “يا ابن موسى الصدر والمدرسة حسينية كربلائية مقاومة، يا أخي أيها المجاهد القائد القائم السيد الشهيد ولأول مرة تُخلف وعداً وتغادر من دون موعد”، وَأَضَـافَ، “أكتب إليك في وداعك وتتوه الكلمات وأنا الذي كسرني الرحيل بشهادتك وأخذني أنين الروح في رثائك… أهكذا تتحقّق الأمنية؟ يا من كانت أقصى أمنياته أن يحقّق هذا الشرف شهيدًا”.

وكتب الرئيس “العماد ميشال عون”: “باستشهاد سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، يفقدُ لبنان قائداً مميزاً وصادقاً، قاد المقاومة الوطنية على دروب النصر والتحرير؛ فكان أميناً لوعده، وفياً لشعبه الذي بادله حباً وثقة والتزاماً”.

ومن جهته، قال الرئيس العماد “اميل لحود”: “يؤلمنا أن نتوجّـهَ بهذه السطور لننعَى الأمين العام لحزب الله الشهيد السيّد حسن نصر الله، وهو شخصيّة استثنائيّة لطالما اعتبر الشعب اللبناني كلّه عائلته الكبيرة”، وَأَضَـافَ، “كان السيّد الحبيب عصاميًّا مترفّعاً عن الماديّات والسلطة، ومقتنعاً بقضيّته حتى قدّم أغلى ما عنده، أي نجله؛ دفاعاً عن هذه القضيّة وعن أرض الوطن”.

بدوره؛ أعلن الرئيس “سعد الحريري” في بيان أن “اغتيال السيد حسن نصر الله أدخل لبنان والمنطقة في مرحلة عنف جديدة. إنه عمل جبان مدان جملة وتفصيلًا من قبلنا، نحن الذين دفعنا غاليًا من أحبتنا حين صار الاغتيال بديلًا للسياسة”.

وكتب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق “وليد جنبلاط”: “انضم السيد حسن نصر الله ورفاقه إلى قافلة الشهداء الطويلة على طريق فلسطين، أتقدم بالتعزية من حزب الله وجمهوره كما أحيي أرواح المدنيين الأبرياء”.

بدوره كتب رئيس “الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان”: “رحل الحبيب والأخ، رمز المقاومة والمقاومين في العصر الحديث، رحل تاركاً خلفه مدرسة من العزّ والكرامة والمقاومة، ليس الوقت للحزن الآن ولا للبكاء، الوقت للنهوض ولإكمال المسيرة والصمود”.

من جانبه نعى رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل” في كلمة مباشرة له السيّد حسن نصر الله، واصفاً إياه بالمقاوم والشريف و”جبل الصبر”.

كما توالت بيانات النعي من مختلف المكونات والأحزاب والتكتلات السياسية والدينية معزية ومؤكّـدة المضي على خطى الشهيد رضوان الله عليه.

إلى ذلك، قال مفتي سلطنة عمان الشيخ “أحمد الخليلي”: لقد “ساءنا كَثيراً نعيُ الأمين العام لحزب الله بعدما كان شجى في حلق المشروع الصهيوني مدةً تزيد على 3 عقود”، لافتاً أن “لنا في هذه الأحداث أملاً كَبيراً ورجاءً واسعاً أن يتحد المسلمون على كلمةٍ سواءٍ وينتهوا عن إثارة ما يفرق بينهم”.

بدورها، ندّدت وزارة الخارجية الروسية بقوة باغتيال “إسرائيل” لنصر الله، ودعت “إسرائيل” إلى وقف الأعمال القتالية في لبنان، وقالت الوزارة في بيان: “هذا الفعلُ العنيف ينذرُ بعواقبَ وخيمة أشد وطأة على لبنان والشرق الأوسط بأكمله”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com