اليمن.. عزمٌ في دعم قضايا الأُمَّــة
براق المنبهي
في فجرٍ جديد، أطلقت القوات المسلحة اليمنية سراح صواريخها كأسراب نحلٍ تحمي عرينها، مستهدفةً ثلاث مدمّـراتٍ أمريكيةً في قلب البحر الأحمر. إن هذه العملية ليست مُجَـرّد تصعيدٍ عسكري؛ بل هي صرخة فخر وعزة، وجسدٌ من الإرادَة الثورية التي ترفض الاستسلام. فقد تمَّ إغراق هذه المدمّـرات بحزمةٍ مكونةٍ من ثلاثةٍ وعشرين صاروخاً، أسقطتها كالصواعق في كبد العدوّ، لتصل الرسالة إلى كُـلّ ذي عقل: اليمن لن يكون يوماً مُتفرجاً، بل هو جزءٌ لا يتجزأ من معركة الأُمَّــة.
لقد كانت العملية بمثابة سيلٍ عارمٍ يجرف كُـلّ من يحاول مسّ كرامة الأُمَّــة العربية. فبينما كانت هذه المدمّـرات تحاول إسناد العدوّ الإسرائيلي، وجدت نفسها في مهب الريح، تتلقى ضربات حاسمة من صواريخنا البالستية والمجنحة، وطائراتنا المسيرة التي انطلقت كأشعة الفجر لتوقظ العزيمة في قلوب المجاهدين. لقد أُصيبت المدمّـرات الثلاث إصابة مباشرة، مما يعكس دقة ضربات الأبطال اليمنيين.
تأتي هذه الخطوة كتعزيزٍ للوقفة التاريخية؛ إذ سرعان ما تبعتها عمليات دقيقة استهدفت عوادي العدوّ في يافا وعسقلان، بصواريخ تجاوزت بسرعة الصوت، ورسَّخت دعماً لا محدود للشعب الفلسطيني والمقاومة اللبنانية، في وجه العُدوان الأمريكي البريطاني الذي ينحنى أمام صمود لبنان ورجال غزة. كُـلّ ذلك أَدَّى إلى خلق تحالفٍ متين بين الشعوب المقهورة والمناضلة، يتجسّد في مواقف إنسانية ثابتة، رُسمت بألوان العزيمة والتحدي.
وفي خطابه الأخير، أكّـد القائد أن “موقفنا ثابت وموقفنا إنساني”، مشدّدًا على مسؤوليتنا في نصرة فلسطين، وتعزيز صمود المجاهدين في غزة ولبنان، حَيثُ تنفجر الأضواء مع هتافات الفخر وصرخات النصر.
إن القوات المسلحة اليمنية، بعون الله تعالى، تعلن صراحةً استعدادها لتنفيذ المزيد من العمليات العسكرية النوعية، كخطوةٍ للضغط على الأعداء ودعماً لمطالب الشعب الفلسطيني. إن هذه العمليات لن تتوقف إلا برفع الحصار عن غزة، وإعادة الكرامة للشعب الفلسطيني، الذي يستحق الحياة الكريمة.
وهكذا، يبقى اليمن، كالفجر الذي يشرق بعد عتمة الليل، رمزاً للجهاد والثبات، ويشعلُ في كُـلّ قلبٍ شعلةَ الأمل. في زمنٍ يُعاد فيه رسم خرائط الجغرافيا، إلا أن التاريخ سيكتب أن اليمن كان كلما خيمت الغيوم، انطلقت صواريخ عزيمته لتضيء سماء الأُمَّــة.