حسن نصر الله.. شهيدُ الفتح الموعود والجهاد المقدس
الاعتزاز خالد الحاشدي
بعد هذه الفاجعة الكبرى.. ما الذي يوقف سيل دموعنا؟؟
رحل سماحة العشق فكيف حال العاشقين بعد رحيله؟!
ألا إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنّا يا سيدي نصر الله على فراقك لَمحزونون.
إنها لفاجعة أدمت قلوب الأُمَّــة العربية والإسلامية، وخبر أليم أن تفقد الأُمَّــة عظمائها، وأن ينعَـــى حزب الله لهذه الأُمَّــة استشهاد الأمين العام، وركن المقاومة سماحة السيد/ حسن نصر الله ورفاقه المجاهدين، إثر غارة على أحد المباني التي كان يتواجد فيها في الضاحية الجنوبية في لبنان، على يد أحفاد القردة والخنازير، أشد أعداء الله..
الشهيد السيد/ حسن نصر الله، رجل من رجال الله العظماء، الذين لا يخافون في الله لومة لائم، حمل العداء لـ “إسرائيل” منذ نشأته ونعومة أظافره، كرس حياته في الجهاد ضد هذا العدوّ الذي لا عهد له ولا أمان، غُرس في قلبه حب القضية الفلسطينية، وكانت من أولوياته مناصرتها، والتضحية؛ مِن أجلِها.
دائماً ما كان العدوّ الإسرائيلي اللعين يتربص به، ويحاول النيل منه بأي طريقة ولم يستطع ذلك.
وهَـا هو الآن في خضم الأحداث، هب نصر الله مسارعاً داعماً لأبناء غزة، يقصف “إسرائيل” ويميتها رعباً بطرفة عين، 30 عاماً سخرها في التضحية والجهاد.
في عام 1992 تولى السيد حسن نصر الله قيادة ومنصب الأمين العام لحزب الله، بعد استشهاد القائد السابق/ عباس الموسوي، وحينها صعد على المنصة قائلاً بكل فخر: (إن حركةً يستشهد أمينها العام لن تهزم، ولن تنكسر، ولن تتراجع، ولن تعود إلى الخلف، ستحمل دمه وتحمل نهجه، وتحمل رأسه، وتحمل روحه، وتتقدم وتتقدم إلى القدس، إلى كُـلّ فلسطين).
ما أعظم هذه الكلمات وما أعظم قائلها، وها نحن اليوم بعد استشهاد القائد الثاني السيد حسن نصر الله، نقول له وللشعب هذه الكلمات ونردها إليه.
نعم، لن نهزم ولن ننكسر وإن كان رحيلك قد قصم ظهورنا، لن نتراجع ولن نعود للخلف ما دمنا نحمل روحيتك ومنهجك العظيم الخالد.
أجل فلتنم قرير العين يا نصر الله، سنواصل ما بدأت عليه، وإنّا من بعدك لمن اللاحقون، فكم أرعبت طواغيت الأرض، وزلزلت عروشهم، وكنت دائماً من المنتصرين بعون الله وتأييده.
كنت أول من يقف في وجه “إسرائيل”، التي يخشاها ملوك الأرض وزعماؤها، كنت أول من يمد يده لضرب الصهاينة وأذيالها، وآخر أثارك يوم أمسيت عليهم بصواريخ وضعتها في حيفا، وأنت أول من يساند المجاهدين في كُـلّ مكان ويدعمهم ويشجعهم ويحفزهم بكلماته المجلجلة، واليوم نسمع خبر استشهادك على مسامعنا، وما أفجع هذا الخبر.
فسلام الله عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيًّا.