سيدي نصر الله ارتقى شهيداً مكرماً
بشرى المؤيد
كان مصاباً أليماً موجعاً، حين سمعنا أن سيدي نصر الله ارتقى شهيداً مكرماً، من عدوان غاشم شنه عدو متوحش، فيه كره وحقد ولؤم متوارث، خمسة وثمانين طناً متفجراً، ظن هذا العدوّ متوهماً، أن باستشهاده قتل أُمَّـة محمد، ونسي أن كُـلّ من فيها يحمل نصر الله فكراً متأصلاً، استقاه من القرآن عمقاً متبحراً، وازداد الناس له حباً متجذراً؛ لأَنَّه كان ينطق صدقاً غير كاذب، ويعبر عنه قولاً وفعلاً وعليه متوكل، أحببناه قائداً ذكيًّا ومعلماً، هو نصر الله كأب حنون ملهما، هو نصر الله سياسيّ فيلسوف محنك، كأجداده صرح شامخ متواضع، وليّ تقيّ متورع، كفارس في خطواته ثبات وتألق، فيه عزة وكرامة مترسخة، نشعر كأنه قريب منا كقلب واحد، نرسل له تحياتنا فيها سلام وعطر ملبد، من يمن الإيمان والدموع تفيض منسكبة، رحمة الله تغشاك يا نصراً شريفاً مجاهداً، عشت للمظلومين تحمل همومهم حامداً وَمناصراً.
علمت أُمَّـة حين تضيق بها الدنيا تتوجّـه إلى الله داعية، تسبحه وتحمده وتصلي له راجية، يا مفرج الكروب كن للناس سنداً وحامياً، وكن عليهم رحيماً حانياً، وفرج كُـلّ الأمور بما تراه مناسباً.
علمتهم كيف يكون الإنسان مع ربه مستبصراً؟، وكيف يكون مع أوليائه مدافعاً؟، علمتهم كيف يكون الإنسان لربه منكسراً، ولأعدائه صوتاً مزلزلاً مجلجلاً مرعباً، علمتهم كيف يكونون لأعدائهم صلباً جلداً محارباً؟، أحببناك من أعماق قلوبنا وحبك في قلوبنا مخلدا، أنت يا سيدي كحسين بن بدر الدين معلما ومرشدا، كيف لا وجدكما رسول الله كان داعياً وهاديًّا، تحمل كُـلّ أنواع الأذى صابراً محتسباً، رافعاً يديه ربي لا تتركني وحيداً ملتجئاً.
سلام عليك يا سيدي يا روحاً عطراً، تخيلت والشهداء السابقون يستقبلونك استقبالاً مهيباً معظماً، تلتقي بكل العظماء ويحيونك أهلاً وسهلاً ومرحباً، نصر الله أتانا يا مرحباً يا مرحباً.
لن تهزم معنويات شعبك ومحبيك في العالم أبداً، وسيرفعون راية النصر قريباً عاجلاً، وسنكتب ملحمة النصر مع قائدنا نصراً عزيزاً مؤزراً، وسترتفع الراية عاليًا ممجدة، وسلام على رسولنا الكريم وأصحابه المنتجبين.