ماذا يعني استشهادُ السيد حسن؟
د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
تعتبر الجمعةُ الماضية يوماً أسودَ في نظر محبي السيد حسن نصر الله، أمين عام حزب الله؛ ففي هذا اليوم تلقى العالم نبأ أصاب الجميع بالصدمة، وهو قيام مقاتلات أمريكية أقلعت من مطارات الكيان الصهيوني باستهداف السيد حسن وعدد من رفاقه في مقر حزب الله بمدينة بيروت؛ ما أَدَّى إلى استشهادهم، وكان السيد حسن رحمه الله قد تمكّن خلال قيادة حزب الله من إقامة علاقة مبنية على الثقة والصدق مع الكثير من الناس داخل العالم العربي والإسلامي وخارجه، وكان الكثير من أُولئك يشعرون بالقرب الشديد من السيد حسن والألفة معه، ولم يعد وارداً في أذهانهم بأنه سوف يأتي اليوم الذي يغادر فيه الحياة الدنيا سواء عن طريق الشهادة أَو غيرها؛ ولذلك فقد كانت الصدمة كبيرة لدى الكثير من شعوب العالم.
وهنا نتساءل: ماذا يعني استشهاد السيد حسن نصرالله؟ إننا كأمة إسلامية مجاهدة ملتزمة بما جاء في القرآن الكريم من تحريض على جهاد المعتدي واعتبار الموت في سبيل شهادة لا يمكن أن تمنح إلَّا لمن اصطفاه الله من المجاهدين الصادقين، وأن دماء الشهداء هي من تحَرّك الأُمَّــة وتدفعها إلى مواصلة الجهاد لتحرير الأرض والعرض، وعندما يتوفى القائد على فراشه لا يكون له تأثير كبير على مسيرة الجهاد، ولكن عندما يسقط القادة شهداء على أرض المعركة يختلف الوضع ويصبحون أيقونات على درب الجهاد، والأمثلة كثيرة عبر التاريخ ابتداءً من الإمام الحسين سلام الله عليه وُصُـولاً إلى السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه، وبرغم الألم والحزن الذي يصيب الأُمَّــة بعد استشهاد القادة إلَّا أنه يجب أخذ الدروس والعبر من تلك الأحداث، وهذا ما يجب أن يحدث بعد استشهاد السيد حسن نصر الله.
ومن يتوقع أن حزب الله بعد استشهاد قائده سوف يرفع الراية البيضاء ويسمح للمستوطنين بالعودة الآمنة إلى الشمال فهو مخطئ؛ لأَنَّ الوعد الذي قطعه السيد حسن في آخر خطاب له بعدم عودة المستوطنين إلى مناطقهم إلَّا بعد وقف العدوان على غزة سوف ينفذه المجاهدون في المقاومة الإسلامية وفاءً لقائدهم الشهيد الذي أصبح تنفيذ وعده أمانة في أعناقهم، وسوف يأتي اليوم الذي سيندم فيه الكيان الصهيوني على استهداف السيد حسن ويتمنى لو أنه ما زال حيًّا.