ولن يبقى دم الشهيد السيد نصرالله على الأرض
مجيدة عبداللطيف جاسر
وإِنَّا مِنَ الْـمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ.
وإن من أعظم نكبات هذه الأُمَّــة أن تفقد عظماؤها كالشهيد القائد سلام الله عليه وشهيد صالح الصماد والشهيد قاسم سليماني والشهيد أبو مهدي المهندس والشهيد إسماعيل هنية إلى الشهيد العظيم شهيد الإنسانية شهيد الرجولة شهيد القضية الفلسطينية، شهيد المظلومين وسيد رجال الدين عظيما من عظماء هذه الأُمَّــة الشهيد السيد حسن نصر الله رحمه الله تغشى وجهه الطاهر والشريف، رغم الحزن الذي تلقيناه والخبر الذي كان بمثابة صاعقة علينا إلا أننا تلقيناها بكل فخر واعتزاز فهو القائل قبل استشهاده سلام الله عليه إن انتصرنا انتصرنا وأن استشهدنا انتصرنا هكذا هم أبناء فاطمة البتول الزهراء هكذا هي تربية زينب سلام الله عليها هكذا هم أبناء الإمام علي عليه السلام يسطعون بالحق ولا يخافون في الله لومة لائم.
نعم لقد استشهد السيد حسن نصر الله لكنه ما زال حيًّا في وجداننا حيًّا في قضيتنا حاضرا معنا في كُـلّ انتصاراتنا نعم لقد قتلوه لكنهم باغتيالهم لم يمحوه من ذاكرتنا فهو الحاضر في كُـلّ شيء ومشارك معنا في كُـلّ عملية نشارك بها نصرة للقضية الفلسطينية وعهداً له بدمه الطاهر أننا من المجرمين لمنتقمون، وأننا سنجعل من دمه الطاهر الزكي سلما للنصر ومعراجا للشهادة وفتوحات الفتوحات إلى المسجد الأقصى وسنجعل العدوّ يلعن اليوم الذي ولدته فيه أمه.
يظنون باغتيالهم الشهيد السيد حسن نصر الله أنهم أسكتوا الحق، وأن حزب الله انتهى من الوجود، لكننا نقول لهم لقد قتلتم من قبله السيد راغب حرب، والسيد عماد مغنية، والسيد عباس الموسوي، وغيرهم من الشهداء العظماء لكنكم لم تمسحوا حزب الله من الوجود، بل زدتموهم عزمًا وقوة وبصيرة وثباتًا، وهذا ما هو حاصل في الميدان.
قد قتلتم من قبله الشهيد إسماعيل هنية، وبذلك ظننتم أنكم أسكتم حماس لكنه يذهب رجل ويأتي رجل آخر، رحل إسماعيل هنية وأتى يحيى السنوار ذهب الشهيد السيد حسن نصر الله وسيأتي من يكمل مسيرته الجهادية ويأخذ بثأره وينكل بالأعداء أشد تنكيل.
السيد حسن نصر الله ذهب لكن مسيرته الجهادية لم تذهب ارتقى في سلم كمال الإيمان، وفي الفردوس الأعلى، وترك لنا وصيته وحملنا مسؤولية الجهاد ونصرة المظلومين في غزة وفي فلسطين، وحملنا أمانة ألا نترك مقدسات الأُمَّــة في أيدي أعدائنا فأقول لكم يا من تذرفون الدمع على هذا الرجل العظيم ألستم أتباع ذلكم الرجل العظيم الذي قال إن كان دين محمداً لن يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني، ألستم أتباع ذلكم الرجل العظيم الذي قال من أحب الحياة عاش ذليلاً، فلا تبكوا على الشهيد السيد حسن نصر الله، بل اصرخوا واهتفوا لبيك يا شهيد، وابكوا علينا نحن أمواتا يعيشون على هذه الأرض لا يعلمون إلى أين منتهاهم.
سلام الله عليك سيدي يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيًّا، لك منا العهد والوعد والوفاء لدمك الطاهر أننا لن نتخاذل ولن نتهاون ولن نكل ولا نمل عن نصرة الأقصى وعن نصرة غزة وفلسطين ولبنان وسنجعل من دمك الطاهر سلما للنصر أَو معراجا للشهادة، وسنجعل من دماء الشهداء جسر للعبور إلى سلم النصر وإن شم رائحة الحياة الكريمة.
عهد الوفاء دمنا نخطه بمسيرة جهادية صابرة ثابتة لا تنهزم غايتها القدس مشروعه الشهادة في جبهات الإسناد والتضحية والفداء الجهاد المقدس والفتح الموعود بإذن الله سبحانه وتعالى.
مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا.