سيدُ المقاومة سيدُ الشهداء
الزهراء العرجلي
بقلوب مكلومة تلقينا الخبر العظيم والفاجعة الكبرى، جاء البيان معلنًا استشهاد أعظم قائد فكان الحال وكأننا في حلم نرجو الصحوة منه سريعًا، هل يعقل أن السيد حسن رحل؟
أيعقل أننا لن نرى بثاً مباشراً لكلمة مرعب “إسرائيل” ثانيةً، أية فاجعة، أي مصاب، أي خطب جليل قد وقع؟!
أنا يا سيدي فتاةٌ من شعب تربى منذُ نعومة أظافره على حبك، تنفسنا حبك منذُ أول رشقة هواء تنفسناها، منذ وعينا على الدنيا ونحن نسمع صوتك الذي نعشقه فنشعر بالأمان، نراك فنستشعر معجزة الله وعظم هبة الله التي وهبنا إياها، علمنا آباؤنا منذ نعومة أظافرنا على أن ندعو الله دومًا بأن يوفقنا لأن نكون من الموالين لك وأن ندعوه دائماً بأن يديمك لنا سيد عز وشرف.
رأيت اليوم دموع أبي تسقط من عينيه وما أقسى تلك الدموع، هي دموع تبكي قائد أذل “إسرائيل”، تبكي سيد الانتصارات، تبكي الأب الحنون، والسيد الحريص، يبكي ونبكي جميعاً رحيل الحبيب، تبكي العيون دموعًا ولو كان بإمْكَانها لبكت عوض الدموع دمًا.
بكيناه حزنًا لفراقه وهنأناه لارتقائه شهيدًا بعد حياة حافلة بالجهاد والتضحية.
استشهد ابن البتول سمي الحسن، وهل يليق بسيد مثله إلا الشهادة، استشهد لينال وسام سيد الشهداء بعد أن كان سيد المقاومة.
انفطرت قلوبنا حزنًا، لكننا سنواصل الدرب، سنكمل ما بدأه نصرالله، سنبكيك ونحن نصلي، سنبكي ونحن نستمع لصوتك الذي نعشقه، ونحن نشاهد صورك وبشاشة وجهك، سنبكيك في كُـلّ لحظة نتذكر فيها عطفك وحنانك، وسننتصر لدمك الطاهر في كُـلّ مرة يتردّد فيها على مسامعنا خطاباتك الغاضبة والمهدّدة لـ “إسرائيل”، ستبكيك عيوننا، وستنتصر مقاومتنا لدمك الزاكي في الميدان، وإن كان يخيل لـ “إسرائيل” أنها ستنهي المقاومة باغتيالك، فهي واهية وفاشلة، نحن مقاومة كُـلّ مقاوميها قادة، إذَا استشهد قائد عظيم خلفه قائد عظيم أَيْـضاً، نحن قوتنا من قوة الله، وصبرنا وعزيمتنا من صبر وعزيمة الحسين في كربلاء.
فسلام الله عليك يا معلمي وأنت تربي وتعلم وتبني مقاومة لا تهزم، سلام الله عليك يا أبتي وأنت تمسح على رأس الطفل اليتيم بكل حب وعطف، سلام الله عليك سيدي وأنت تواجه الكيان الغاصب بكل قوة وعزم وبسالة وثقة كبيرة بالله.
وسلام الله عليك وأنت ترتقي شهيدًا حرًا كريمًا أبيًّا عظيمًا بجوار جدك رسول الله، وألهمنا الله الصبر على فراقك أيها السيد المجاهد، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وبإذن الله دمك الزاكي سيكون السيل الذي سيجرف “إسرائيل” بقوة الله.