أيُّهما أقوى..؟!
الشيخ عبدالمنان السنبلي
ماذا يعني استهداف خزانات النفط في الحديدة مثلاً، أَو ميناء هنا أَو مطار هناك، في مقابل إطلاق صاروخ بالستي فقط على عمق الكيان..؟
حتى لو اعترضوه..
أو أخطأ هدفه..
أو أنه لم ينفجر..؟
ماذا يعني ذلك من الناحية الاستراتيجية..؟
لا شيء طبعاً..
ذلك أنه بمُجَـرّد أن يقصف العدوّ الصهيوني أَو الأمريكي موقعاً، أيًّا كان، هنا أَو هناك في اليمن، إلا ويهرع السكان المحليون إلى ذلك الموقع؛ تطلعاً ولهفةً للفرجة وأخذ الصور التذكارية..
وأنه بمُجَـرّد أن تدوي صفارات الإنذار في سماء فلسطين المحتلّة منذرةً بوصول صاروخٍ أَو مسيَّرة يمنية، إلا ويهرع مواطني هذا الكيان تدافعاً إلى الملاجئ خوفاً ورعباً وطلباً للأمن والأمان..
وهنا يكمن الفرق..
هنا يكمن الفرق بين صاروخٍ يصل بتأثيره النفسي وَ(السايكولوجي) إلى مستوى تحقيق استراتيجية (الصدمة والرعب) في عقر حاضنة (العدو) الاجتماعية والشعبيّة..
وبين قصفٍ سجَّادي وعشوائيٍ لا يمكن أن يصل بتأثيره الدعائي حتى إلى مستوى عمل (بروبوجاندا) أَو (هالة) إعلامية كافية لتبييض وجه القاصف أَو حفظ شيءٍ من مائه المراق أمام جمهوره المترقب هناك خوفاً ورعباً عند أبواب الملاجئ..
هنا يكمن الفرق بين شعبٍ تصالح مع الموت، وتعايش مع القصف، وتكيف مع الظروف..
وبين قطعان من المستوطنين العلوج الغرباء عن الزمان والمكان، والأحرص دوماً على حياة..
هنا يكمن الفرق..!
فهل عرفتم الآن أيهما أشد وقعاً وأقوى تأثيراً..،
الصواريخ والمسيَّرات اليمنية..،
أم الغارات الصهيونية..؟!
أرجو ذلك..