إن رحل حسنٌ فلن يرحلَ نصرُ الله
جهاد محمد
نصَرَ المستضعفين، وأعان العاجزين، شحذ همة القاعدين فكان خير المربيّن، تعلم في مدرسة الحُسين بن علي فسقانا من رحيق الكرامة شربة لن نظمأ بعدها أبداً.
كسر شوكة الظالمين؛ فما إن كان يرفع سبابته حتى يولول العدوّ باكياً، ويقهقر المظلوم فرِحًا، أرعب بني صهيون حتى ارتعدت فرائسهم ما إن ذُكِر اسمه؛ فأثبتوا ذلك بحجم استهدافهم وبذلهم السخي للخلاص منه!
حمقى….!
لا يعلمون أن دماءَهُ ستجرفهم، وتجفف جذورهم وينبت منها ملايين حسنٍ يجرعونهم مرارة الهزيمة بكؤوس الردى، لا يعلمون أن دماءهُ ستغرقهم في مستنقع الخسارة والخزي ما دامت الدنيا قائمة.
إننا اليوم نعتصر ألمًا..
نعم؛ فنحن بشر ومُصابنا عظيم، قلوبنا ترثي الأيّام بعده وأروحنا تأبى العيش دونه، لكننا أُمَّـة تربت على أيدي قادة قضوا حياتهم في مجابهة الظالمين ومحوروها حول نهج آل بيت رسول الله الطاهرين، وختموها بشرف الشهادة مستبشرين؛
ولذا فنحن أمام هذه الرزيّة الكبرى سنبكيه مع الدموع صواريخ ومسيّرات، سننعاهُ بأنّاتٍ وفي وجه الأعداء صرخات.. “أن هيهات منا الذلة”، يا أبناء العاهرات..
سيدي أبا هادي..
يا لشرف الشهادة حين تُوِجت بك، ويا لاستبشار الجنة باستضافتك، ويا لحرقة قلوبنا بفراقك..
نَم قرير العين يا سيدي؛ فشعبيّك في أمان الله وأمان وليه عبدالملك، نَم قرير العين يا سيدي؛ فصغارك كبروا وتلاميذك أبدعوا وبوصيتك عمِلوا..
السلام لروحك والنعيم الذي تستحقه، والخسارة والخزي لعدوك يسحقه، والنصر لشعبك يحقّقه..
لا نقول وداعًا أبا هادي؛ بل نقول إلى اللقاء بموعدِ نصر يليق بنهجٍ رسمته وطريق عبّدته ومسار رسمته؛ نصر نرفع به هاماتنا إلى السماءِ وكأنك بيننا تُبارك وتُهنئ، نصر نأخذ به ثأرك وثأر رفاقك وَنتقرب به إلى الله.
إلى اللقاء سيدي الأمين.