نائب الأمين العام: حزبُ الله مُستمرٌّ في أهدافه.. النصرُ حليفُنا وأعددنا ما لدينا من قوة واستعداد

المسيرة | خاص

أكّـد نائبُ الأمين العام لحزب الله، سماحةُ الشيخ نعيم قاسم أن مسيرةَ المقاومة مُستمرّة وحزب الله مُستمرٌّ في أهدافه وميدان جهاده.

وفي كلمةٍ له هي الأولى بعد ارتقاء الأمين العام السيد حسن نصر الله، بارك سماحتُه للسيد الشهيد ورفاقه نيلَ أرفع وسام، وهو وسامُ الإمام الحسين (ع)، قائلًا: “أيها المجاهدون أنتم المنتظرون اعلموا أن سماحته بيننا دائمًا وأبدًا”، مؤكّـداً أن “هذا الإنسان العظيم الذي بقي في الميدان الجهادي والرسالي والتعبوي إلى لحظة شهادته”.

وفي قراءةٍ تحليلية لهذه الكلمة، وبغضِّ النظر عن حجم ومكانة الحدث الذي جاءت تعبيراً عنه إلا أنها عكست عدةَ مهامَّ رئيسيةٍ تتعلَّقُ بموقف حزب الله واستراتيجيته المستقبلية في إدارة شؤون الحزب الداخلية من جهة، ومن أُخرى وضعت النقاط على الحروف لرؤية الحزب الراهنة في إدارة الصراع والمواجهة ضد كيان العدوّ الغاصب، ضمن معركة (طُوفَان الأقصى).

 

تعزيزُ الروح المعنوية وتأكيدُ الجهوزية:

يرى مراقبون أن تصريحاتِ القيادة دائماً ما تعزِّزُ الروحَ المعنويةَ للمقاتلين والمناصرين؛ ما يزيد من استعدادهم للقتال والتضحية بالغالي والنفيس، وهو ما أكّـد سماحة الشيخ نعيم قاسم بالقول: إن “قدرتنا متينة وكبيرة ولدينا الجهوزية الكاملة بحمد الله تعالى ومُستمرّون”، لافتاً، إلى أن “هذا الشعب العظيم الذي وقف في مهمات صعبة لن يهتزَّ الآن، ونحن واثقون بكم يا أهل التضحية والفداء”.

ويُفهَمُ تصريحُ الشيخ نعيم قاسم أنه تأكيد على التزام حزب الله بمساره الاستراتيجي وثقته بقدراته واستعداده لمواجهة التحديات المستقبلية؛ مراهناً على وقوف الشعب اللبناني في مسار المقاومة، ومؤكّـداً أنهُ “الآن نتابعُ القيادة وإدارة المواجهة بحسب هيكلية الحزب، وأجرينا العمل اللازم لتحل البدائل”.

وفي هذا أراد الشيخ قاسم إرسال رسالة لجمهور المقاومة مفادها، أن حزب الله بخير، ولن يتأثر، ومركزاً على أن تدعيم ثقة هذه الجماهير بالنصر، ومبشراً أن “اختيار أمين عامّ للحزب سيكونُ في أقربِ فرصة وبحسب الآلية المعتدة للاختيار فيه”، ومطمئناً أن “الخيارات ستكون سهلة، وسنملأ القيادات والمراكز بشكل ثابت”.

 

الاعتمادُ على الإرث المؤسّسي:

الإشارة التي أوضحها الشيخ قاسم، تؤكّـدُ أن “منظومة القيادة مُستمرّة بكل ما أسّسه السيد الشهيد”؛ ما يعني أن حزب الله يعتمد على الأسس والمبادئ التي وضعها السيد حسن نصر الله، وهذا يعكس رسوخ وتماسك الحزب ويضمن أن القيادة الجديدة ستستمر في نفس النهج والسياسات التي وضعها السيد الشهيد.

وبحسب مراقبين، يعكس ذكر “الخطط البديلة” استعداد الحزب للتعامل مع أي طارئ أَو تغيير غير متوقع، وهذا يوضح مدى مرونة حزب الله وقدرته على التكيف مع الظروف المتغيرة؛ ما يُراكِمُ من قوته واستمراريته واستقرار أركانه وثبات بنيانه.

ويرى مراقبون أن مثل هذه التصريحات تزيد من ثقة الأعضاء والمناصرين في الحزب، ليشعروا بأن القيادةَ لديها رؤية واضحةٌ وخططٌ محكمةٌ؛ لضمان استمرارية الحزب وتحقيق أهدافه، كما أنها ترسل رسالة قوية للخصوم بأن حزب الله مستعد وجاهز لمواجهة أية تحديات، وأنه لا يوجد فراغ قيادي يمكن استغلاله لإضعافه أَو للاستثمار من جانب العدوّ.

وبشكلٍ عام، تعكسُ تصريحاتُ الشيخ قاسم استراتيجيةً متكاملةً تهدفُ إلى توضيح مدى استقرار حزب الله واستمراريته، مع التأكيد على الجاهزية لمواجهة أية تحديات مستقبلية.

 

التزام حزب الله بمساره الاستراتيجي.. عدم التراجع حتى النصر:

وفي الإطار؛ أشَارَت كلمة الشيخ نعيم قاسم إلى أن حزب الله ملتزم بأهدافه التي وضعها منذ تأسيسه، والتي تشمل مقاومة الاحتلال الإسرائيلي والدفاع عن لبنان، والتزامه بدعم وإسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وهذا يعكس التزام حزب الله بمساره الاستراتيجي وعدم التراجع عنه رغم كُـلّ التحديات.

وفي تأكيده على أن “العدوّ الأمريكي يساند “إسرائيل” في كُـلّ مجازرها من خلال الدعم المفتوح الذي يقدّمه لها”، يرسل الشيخ قاسم رسالة إلى أن ذلك لم ولن يفت من عضد حزب الله أَو أن يدفعَه للتراجع، مشدّدًا على أنه “رغم فقدان عدد من القادة، والاعتداءات على المدنيين، والتضحيات الكبيرة، لن نتزحزح قيد أنملة عن مواقفنا، وستواصل المقاومة مساندة غزة وفلسطين ودفاعاً عن لبنان وشعبه”.

وبحسب مراقبين، فَــإنَّ تعبير “النصر حليفنا” يعكس ثقة حزب الله بقدراته وإيمانه بأن جهوده ستؤدي في النهاية إلى تحقيق أهدافه، وهذه الثقة نابعة ومستمدَّةٌ من النجاحات السابقة التي حقّقها الحزب في مواجهاته مع كيان الاحتلال الصهيوني، وأهمها معركة التحرير في تموز/ يونيو 2006م.

وفي تأكيد الشيخ قاسم بأن عملياتِ حزب الله مُستمرّة بوتيرة متصاعدة، ما يشير إلى أن الحزب لا يكتفي بالحفاظ على الوضع الراهن، بل يسعى إلى تعزيز موقفه وزيادة تأثيره، ومعلناً استعداد المقاومة للمواجهة، قائلًا: “إننا سنواجه أي احتمال والمقاومة جاهزة للاقتحام البري، ونعلم أن المعركة ستكون طويلة، ومستعدون لمواجهة أي احتمال”.

الرسالةُ التي تمكن قراءتها في كلمة نائب الأمين العام لحزب الله، تؤكّـد أن الحزب لديه خطة واضحة لضمان استمرارية القيادة وعدم حدوث فراغ في المناصب القيادية؛ ما يعكس استقرار الحزب وقدرته على التعامل مع أية تغييرات أَو تحديات قد تواجهه، كما أنها تشير إلى أن حزب الله مستعدٌّ بشكلٍ جيد ولديه القوة اللازمة لمواجهة التحديات، وهذا يعكسُ جاهزيةَ الحزب للتعامل مع أية تهديداتٍ محتملة.

وهذه التصريحاتُ -بحسب مراقبين- تعكسُ استراتيجيةً متكاملةً لموقف حزب الله ميدانيًّا وسياسيًّا، مع التأكيد على الاستعداد لمواجهة أي تحديات مستقبلية، على الرغم من أن “المصاب جلل ولكننا واثقون أنّ العدوّ لن يحقّق هدفه، وسنخرج منتصرين من هذه المعركة”.

أيضًا الإشارةُ إلى الاستمرارية والتصعيد في العمليات، تعني أن حزبَ الله زاد من وتيرة عملياته العسكرية ضد الأهداف الصهيونية، ويشير ذلك -بحسب مراقبين- إلى أنها ربما ستشمل أية تهديداتٍ أُخرى، سواءً في المناطق الحدودية أَو في مناطقَ أُخرى، تستدعي لها المرحلة؛ ما تؤكّـد للجميع أن حزبَ الله سيواصل مواجهة العدوّ الإسرائيلي مساندة لغزة وفلسطين ودفاعاً عن لبنان وشعبه.

وهو الأمر الذي لفت إليه الشيخ قاسم، بقوله: “راقبوا ما حصل بعد اغتيال سماحته عمليات المقاومة استمرت بالوتيرة نفسها وزيادة”، في تأكيد على الجاهزية والقوة التي تعكس استعداد حزب الله لمواجهة أي تصعيد من الجانب الآخر، وهذا يمكن أن يشملَ تعزيز الدفاعات، وتحسين التكتيكات العسكرية، وزيادة التدريب والتجهيزات والتنسيق المشترك مع باقي دول وفصائل وقوى محور المقاومة.

 

رسالةٌ قويةٌ للخصوم والحلفاء على حَــدٍّ سواء:

في السياق؛ يرى خُبراءُ استراتيجيون أن تصريحات قيادة حزب الله في هذا التوقيت، يمكن أن تكون لها تأثيراتٌ سياسية وعسكرية وميدانية، تقوِّي من موقف الحزب في أية مفاوضات قادمة، وَأَيْـضاً في الساحة السياسية الداخلية والخارجية؛ لأَنَّها نابعة عن ثقةٍ كبيرةٍ بتحقيق النصر، وهذا الاستعداد النابض من الميدان يرسل رسالةً قويةً للخصوم والحلفاء على حَــدٍّ سواء.

وعلى الرغم من تصريحات وزير الحرب الصهيوني “غالانت”، واعترافه أن “اغتيال نصر الله مرحلة مهمة لكنها ليست النهاية”، ويقول مخاطباً قواتِ سلاح المدرعات بشأن المناورة البرية: “سنستخدم كُـلّ قدراتنا بما فيها أنتم، وهدفنا إعادة سكان الشمال وسنُفعل لأجل ذلك قواتنا براً وبحراً وجواً”.

يرى خبراءُ عسكريون أن كُـلّ تلك التصريحات مُجَـرّدُ عمليات نفسية مفضوحة تحاول التأثير على الجبهة الداخلية لكيان العدوّ من ناحية، ومن ناحيةٍ أُخرى التأثير على نفسية مجاهدي المقاومة في الجنوب، وهذا الأمر أجاب عليه بكل وضوح نائب الأمين العام لحزب الله، مؤكّـداً أنه تم ضرب “معاليم أدوميم” وهي على بُعد 150 كلم من الحدود اللبنانية”، وكذا “حيفا” وقد اعترف العدوّ بأن مليون شخص دخل إلى الملاجئ من صاروخ”.

كما أنه أكّـد أن ما تقومُ به المقاومة هو الحد الأدنى كجزء من خطة متابعة المعركة، وأجابت عليه كذلك وسائل الإعلام العبرية، مؤكّـدةً دَوِّيَ صفارات الإنذار في “شلومي” شمالي فلسطين المحتلّة، وحريق ضخم جراء سقوط مسيرة انقضاضية في “كيبوتس ماروم” بالجولان المحتلّ، وحريق آخر بالجليل الأعلى؛ بسَببِ سقوط صاروخ”، فقط بعد كلمة الشيخ قاسم بدقائق.

وأشَارَت “القناة 12 الإسرائيلية”، إلى أنه وبَعد الكلمة ظهراً، أكّـدت سقوطَ صاروخ شمال طبريا، ورصد إطلاق 20 صاروخاً باتّجاه الجليل الغربي في الدفعة الأخيرة، و٢٥ صاروخاً استهدفت “نهاريا” في الضربة الأخيرة وأحد الصواريخ سقط في حي سكني داخل المدينة.

ما يعني -بحسب الخبراء- أن حزب الله مستعدٌّ بشكلٍ جيد ولديه القوة اللازمة لمواجهة كُـلّ التحديات، وهذا يعكس جاهزيته للتعامل مع أية تهديدات محتملة -سواءٌ أكانت عسكرية أَو سياسية- قائمة على أَسَاس الوحدة التي تجلت لدى الحكومة والقوى السياسية وكل الطوائف والعائلات في كُـلّ المناطق والتي شكَرَها الشيخُ نعيم قاسم، واصفاً إياها أنها “مدماك عزة لبنان”، مؤكّـداً بالقول: “نحن في مركَبٍ واحدٍ، ولكن اطمئنوا إن شاء لله النصر حليفنا وقد أعددنا ما لدينا ونحتاج بعضَ الصبر”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com