الحربُ البرية خسارةٌ وانكسارٌ للعدو
إكرام عشيش
جنون هستيري، قصف عشوائي، وتخبط العدوّ الإسرائيلي في الضاحية اللبنانية، دلالة على الفشل العسكري والسيطرة التامة على المعركة وحسمها بين لبنان و”إسرائيل”، كما أنها لم تحقّق هدفها المعروف منذ عشرات السنين على أرض الواقع والذي يراد به ترحيل الشعب الفلسطيني قسرًا وجعل غزة وجميع مناطق فلسطين مستوطنات يهودية.
إعلان وزير الحرب الصهيوني ببدء الحرب البرية والتوغل في الأراضي اللبنانية، معتقدًا أن الحزب بعد اغتيال الأمين قد قُسم ظهره، وقلت حيلته، وبات يتلاشى شيئاً فشيئاً، أحداث متسارعة، تأهب واستعداد في لحظات دقيقة بعد إعلان الخبر من قبل “إسرائيل”، وأخبار تنهال من جميع القنوات المناهضة والمعادية، ضجة إعلامية يختزنها ألف سؤال، وجدل واسع لمعرفة ما سيحدث لو اجتاحت لبنان برّيًّا، وهل حقًا هزم الحزب بعد اغتيال نصر الله؟
في خطاب سابق لسماحة الأمين العام رضوان الله عليه، قبل استشهاده وهو يتحدث عن ما إذَا كان هناك توغل بري؛ سيُقابل بصفعة في وجه الكيان المحتلّ، وأنه لا يوجد للمحتلّ معادلة يستطيع تحقيقها في أرض الواقع، وكل أوهامه ستبوء بالفشل والخسران إن شاء الله.
تمكّنت كتائب حزب الله “قوة الرضوان” مساء الثلاثاء، من مواجهة زحفٍ بري إسرائيلي في “كفر شوبا” مما أَدَّى إلى انسحاب لجيش العدوّ بعد إمطارهم بصليات من القذائف والرشاشات الثقيلة التي أَدَّت إلى انسحابهم وهم يجرون أذيال الخيبة والخسران. قال تعالى: (لَا يُقَٰتِلُونَكُمْ جميعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَو مِن وَرَاءِ جُدُرٍ، بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ، تَحْسَبُهُمْ جميعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ، ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ).
الكيان الصهيوني لا يستطيع المواجهة، ولا يمكنه أن يحقّق نجاحًا في الميدان، إنما يصنع انتصاره الوهمي بقصف المواطنين وارتكاب أبشع المجازر الوحشية بحق الشعبين اللبناني والفلسطيني.
قوة الرد والردع ستكون أشد إيلامًا للعدو الصهيوني وأعوانه في المنطقة، ستكون صافرات الإنذار رعبًا في مسامعهم، والعمليات العسكرية لمحور المقاومة الموجهة إلى “إسرائيل” ستكون أكثر رعبًا، تُنذر بزوالهم المحتوم إن شاء الله، سنرتقب المفاجآت المبهمة التي أعلن عنها العميد يحيى سريع في بيانٍ له، والتي ستُحرق الكيان الصهيوني جوًا، وتُغرقه بحرًا، والقادم أعظم وأنكى وأشد إيلامًا بإذن الله.
نحيي صمود الشعبين اللبناني والفلسطيني، وثباتهم في مقارعة الباطل، وإيمانهم بأن أُمَّـة قادتها شهداء ستنتصر، وتضحياتهم الجسيمة ستثمر عدالة وانتصارًا عظيمًا في أرض الواقع.
ونؤكّـد مرة أُخرى بالفشل الذريع لأمريكا و”إسرائيل” في المنطقة، والتي كانت هزيمتهم برّيًّا وبحريًّا وجويًّا هزيمة مؤلمة لهم ولأعوانهم من حكام العرب المنافقين، والذين ذكرهم الله تعالى في قوله: (الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا ونفاقًا).
أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمحور المقاومة باستشهاد سماحة الأمين العام لحزب الله السيد “حسن نصر الله” رضوان الله عليه، والذي لم يزدنا استشهاده إلا إيمانًا وصبرًا وجهادًا وتضحية، ونعاهده عهدًا صادقًا من قلب كُـلّ حر مقاوم شريف، أنَّنا لن نتخلى عن قضية كان يحملها على عاتقه، قضية الدفاع عن المقدسات، والدفاع عن منهجية الدين الصحيح، وكما أكّـد -رضوان الله عليه- بأن المعركة ستكون مؤلمة للعدو.